إذا طاح الجمل ... !

المدينة نيوز ـ خاص - كتب محرر الشؤون المحلية - غلطة الشاطر بألف، والشاطر ابراهيم بدران لم يكن يتوقع ان تقوم الدنيا ولا تقعد امام تصريح صحفي تعامل بهدوء مع قضية ساخنة، وربما اعتقد الشاطر ابراهيم بدران، ان ردة فعل قراراته التي اتخذها من وراء مكتبه في جامعة فيلادلفيا، لن تختلف كثيرا عن ردة الفعل على قرارات يتخذها من وراء مكتبه في العبدلي، دون ان ينتبه الى ان الحراك الشعبي في العبدلي لا يمكن مقارنته بما يمكن ان يجري على طريق عمان ـ جرش، وان وزارة التربية والتعليم تملك امتدادها الشاسع الذي يصل الى كل البيوت الاردنية.
نعرف ان الدكتور ابراهيم بدران شاطر، ونعرف انه اكاديمي لامع وباحث متوازن، لكن البحث العلمي لا يشبه الفعل السياسي او الاداري المتصل بحركة الناس وحقوقهم ومصالحهم.
باختصار لقد طاح الجمل !! ولذلك كثرت السكاكين التي انهالت عليه من كل الاطراف لتمزيق جسده، وهو الذي يدرك اكثر من غيره، ان ما يجري في السرايا هو غير الذي يجري في القرايا تماما، ومن الممكن ان تشتعل الحرائق في اطراف الغابة عندما تتقاطع مصالح شركاء الهدف الواحد والقضية الواحدة ، أو عندما تتساقط شجرة .
اكثر من ضربة تلقاها الدكتور ابراهيم بدران على رأسه اثناء وجوده في الوزارة، ربما كانت اقساها ضربة التوجيهي، لتأتي ضربة النقابة لتزيد طينة وزارة التربية والتعليم بلة.
اشتدي ازمة تنفرجي، ربما سيسجل التاريخ السياسي المعاصر ان نقابة المعلمين قد عادت الى العمل في عهد قيادة الدكتور ابراهيم بدران لوزارة التربية، وهي الملغاة منذ اكثر من خمسين عاما، او ربما ستشير الوثائق – مستقبلا - ان الحراك الاقوى لاعادة النقابة قد تم في عهد الدكتور بدران، وفي كلتي الحالتين فإن اسم الوزير لن يغيب عن المشهد، ونحن نتحدث عن حقوق اكثر من ثمانين الف معلم ومعلمة في البلاد.
ليس مهما اذا كان الدكتور ابراهيم بدران له صلة قربى بالرئيسين مضر و عدنان بدران ام لا، لكن رجل الامن القومي مضر بدران هو الذي فتح نوافذ مباني الحكومة لاستقبال رياح الديمقراطية عام 1989 وحكومته هي التي الغت الاحكام العرفية، وهذا ما ستحتفظ به اوراق التاريخ الى ما لا نهاية، غير أنه هو أيضا من خرجت المظاهرات في الزرقاء والرصيفة مطالبة بإسقاطه ، فما الذي يمكن ان تكتبه اقلام المؤرخين عن علاقة الدكتور ابراهيم بدران بالحراك الذي لم يعد ساكنا في اجواء وزارته الممتدة على طول مساحة البلاد وعرضها.
قلنا ليس مهما صلة القربى، لكن للأسم استحقاقاته التي حفظتها ذاكرة الناس، ونتمنى على الاكاديمي اللامع ان يختار مستشاريه، وان يعرف جيدا عمق البحيرة التي قرر السباحة فيها، فذاكرة الناس والوطن اصدق كثيرا من تقارير مستشارين غير مؤتمنين ورطوه بتصريحات لا قبل له بها وأين .. في الاردن ! .