النقابة والنواب.. دعوة إلى التريث

لم يأت تدخل النواب المحتمل في قانون نقابة المعلمين من باب الرغبة في تطوير التشريع الناظم لعمل أهم واكبر نقابة في البلد.
قطعا هناك قرار سياسي يقف خلف موقف النواب وقطعا هناك في المطبخ من يريد تقليم اظفار النقابة ونزع كل معاني الدسم عنها.
هناك قناعة ان نقابة المعلمين لا يمكن أن تخرج عن سيطرة الاسلاميين مهما تغير النظام الانتخابي، وهنا جاءت الافكار لتقول دعونا نفرغ النقابة من محتواها.
هناك ندم واضح لدى الدولة انها سمحت بنقابة للمعلمين لكنها –وفق تبرير من اتخذ القرار- كانت مضطرة تحت ضغط المعلمين في سنوات الربيع العربي.
الظروف تغيرت، فالشارع لم يعد يملك القدرة على الضغط ولذلك يسهل على الدولة ان تستدرك على النقابة وتعيد «تقييفها» كما تريد وترغب.
الخطوة خطيرة وغير محسوبة، فالجسد العام للمعلمين سيرفض التغيرات، وهنا قد نعود لدوامة الاضرابات وتعطيل العملية التربوية برمتها.
ما يجب ان يدركه المطبخ ان نقابة المعلمين هي من اكثر النقابات انجذابا للقضايا المهنية وابتعادا عن الجو العام السياسي، بالتالي النقابة لا تستحق كل هذه النكاية وليس من المصلحة الدخول في صراع معها.
على الجانب الاخر استغرب قيام النواب بتسعير ازمة مع المعلمين في وقت تحتاج فيه البلد الى كل هدوء وروية لكن على ما يبدو انهم لا يدركون او انهم غارقون في الطمأنينة.
(السبيل 2015-04-20)