بمشاركة الزبن .. رؤساء الأركان العرب يناقشون تشكيل القوة العربية المشتركة
المدينة نيوز - بدأ في القاهرة الاربعاء اجتماع رؤساء أركان القوات المسلحة العرب بمقر جامعة الدول العربية، للنظر في تشكيل قوة عربية مشتركة ومناقشة المهام المنوطة بهذه القوة وكيفية تمويلها.
ومن المقرر، أن ينظر أعضاء الاجتماع اليوم في آليات تنفيذ قرار جامعة الدول العربية في قمة شرم الشيخ الأخيرة الخاص بإنشاء قوات عسكرية عربية مشتركة.
ويمثل الاردن في الاجتماع مستشار جلالة الملك للشؤون العسكرية رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن.
واكد رئيس أركان القوات المسلحة المصري الفريق الركن محمود حجازي، في الجلسة الافتتاحية أهمية الاجتماع، وقال "انه يستمد أهميته من كونه يأتي تنفيذا لقرار قمة شرم الشيخ التاريخي الذي يؤسس لقوة عربية مشتركة".
واضاف: ان القوة العربية المشتركة ليست موجهة ضد أحد، وإنما "تهدف الى محاربة الإرهاب وصيانة وحماية الامن القومي العربي ما يجعلها محل تقدير اقليمي ودولي"، مشيرا الى أنه "لا يوجد شك في ان مسؤولية حماية الأمن القومي لكل دولة عربية يقع على عاتق قواتها المسلحة داخل حدودها، وهو واجب مقدس".
واوضح: "ان التحديات التي تواجه الامن القومي العربي الجماعي باتت متشابكة وتمتد عبر الحدود دون عائق، وأن ما يدور فى اي بلد عربي من اقتتال داخلي او افتئات على السلطة الشرعية، او استفحال للتنظيمات الارهابية بممارستها غير الانسانية، لا يمكن غض الطرف عنه".
وقال: إن "الوقت حان من خلال قرار القمة العربية الاخير لإنشاء القوة العربية المشتركة لتحقيق هذا الهدف القومي وتحقيق تطلعات الشعوب العربية بالحفاظ على امنها واستقرارها".
وأشار الى ان مشاركة رؤساء الأركان في اجتماع فريق الخبراء العرب رفيع المستوى هو من اجل اقتراح الآليات والاجراءات وسبل تمويل هذه القوة واتمام هذه المهمة خلال 4 شهور قبل عرضه على مجلس الدفاع العربي المشترك.
من جانبه قال الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، إن القوات المسلحة بالدول العربية ستظل حصنا منيعا للأمم العربية وقلعة صلبة لصيانة الحماية العربية خاصة في ظل المصير المشترك للأمة العربية.
ووصف العربي في كلمته القرار الذي اتخذته القمة العربية في شرم الشيخ بأنه تاريخي وجاء تتويجا للقرارات السابقة للجامعة العربية وعلى رأسها قرار مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في ايلول الماضي والذي ينص على مواجهة شاملة للإرهاب، وان تلتزم الدول العربية برد الاعتداء على أي منها بناء على ميثاق الأمم المتحدة.
وبين أن التحديات المحدقة بالأمة اصبحت تمثل تحديا جسيما وخطرا على الأمن القومي العربي بما يستلزم العمل على اجتثاث الارهاب من جذوره خاصة بعد بزوغ أنماط جديدة أصبحت تمثل تهديدا مباشرا، الأمر الذي يستدعي اتخاذ قرار عاجل بإنشاء هذه القوة.
وقال ان تشكيل هذه القوة ليس المقصود منه إنشاء حلف عسكري أو جيش موجه ضد اي من الدول، بل هو أحد الآليات الهامة لتفعيل العمل العسكري في المجالات العسكرية والأمنية وتحت ميثاق الأمم المتحدة والجامعة العربية.
وشدد العربي على ان قدسية المنطقة العربية والحضارة المشتركة والمصير المشترك يحتم الدفاع عن النفس وصيانة الشرعية وردع كل ما يهدد استقلالية ووحدة الدول.
وينص مشروع القرار الذي أيده القادة العرب ورفعه وزراء الخارجية الى قمتهم التي عقدت في شرم الشيخ نهاية آذار الماضي على "أن تضطلع هذه القوة بمهام التدخل العسكري السريع وما تكلف به من مهام أخرى لمواجهة التحديات التي تهدد أمن وسلامة أي من الدول الأعضاء وسيادتها الوطنية وتشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي العربي بما فيها تهديدات التنظيمات الارهابية بناء على طلب من الدولة المعنية، واستند هذا القرار الى المادة الثانية من ميثاق الجامعة العربية والمواد ذات الصِّلة".
وكلف مشروع القرار، المقدم من جمهورية مصر العربية، أمين عام جامعة الدول العربية، بالتنسيق مع رئاسة القمة بدعوة فريق رفيع المستوى تحت اشراف رؤساء أركان القوات المسلحة بالدول الأعضاء للاجتماع خلال شهر من صدور القرار لدراسة كافة جوانب الموضوع واقتراح الاجراءات التنفيذية وآليات العمل والموازنة المطلوبة لإنشاء القوة العسكرية العربية المشتركة وتشكيلها على أن يتم عرض نتائج أعماله على القادة العرب بواسطة لجنة تضم رئاسة القمة الحالية مصر، والسابقة الكويت، والقادمة المغرب، في غضون أربعة أشهر على اجتماع مجلس الدفاع العربي المشترك لإقرارها.