اللجوء يهدد بحرمان الأردن من ذروة الفرصة السكانية
المدينة نيوز:- يهدد تدفق اللاجئين الى الاردن بحرمانه من ذروة الفرصة السكانية، حسبما أكدت الامينة العامة للمجلس الاعلى للسكان الدكتورة سوسن المجالي، التي قالت ان اللجوء يترافق مع استقرار مستويات الانجاب.
وقالت المجالي: " ان من أهم التحديات والأولويات التي تواجه الاردن في مجال السكان والتنمية، هو استمرار نمو أعداد فئات الشباب بمعدلات تفوق معدلات النمو الاقتصادي وبالتالي تراجع فرصة حصولهم على فرص عمل في المستقبل، ما ينذر بتراجع احتمالات انتفاع الأردن من ذروة الفرصة السكانية بحلول 2030.
واضافت : "ما يزال الأردن يستقبل منذ 2011 موجات من المهجرين قسرياً من سورية، اذ يقدر عددهم حتى نهاية شهر آذار الماضي بحوالي مليون واربعمائة ألف شخص، بينما بلغ عدد المسجلين منهم كلاجئين حوالي 627 ألفا و295 بحسب تقديرات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين".
المجالي صرحت بذلك اليوم عقب عودتها من نيويورك حيث شاركت باسم الاردن في جلسة لجنة السكان والتنمية 48 للأمم المتحدة خلال الفترة 13-17 نيسان الجاري، وقدمت ورقة بموقف الأردن من أولويات برنامج عمل السكان والتنمية ما بعد 2014.
كذلك نبهت المجالي إلى تأثير اللجوء السوري على التركيب العمري للسكان في الأردن، إذ يشكل السوريون ومعظمهم من الأطفال والنساء اكثر من 20 بالمئة من اجمالي سكان الأردن، ما انعكس سلباً على السياسات السكانية الوطنية، إضافة إلى التكلفة المالية الكبيرة التي أثرت وما تزال تؤثر على البرامج التنموية".
واكدت ان التكلفة السنوية لاستضافة اللاجئين السوريين على المملكة قدرت بـ 99ر2 مليار دولار حتى نهاية شباط الماضي تبعا لخطة الاستجابة الأردنية.
وعرضت المجالي في الورقة، أهم الانجازات الوطنية ضمن إطار الالتزام والعمل الوطني لبرنامج عمل المؤتمر العالمي للسكان والتنمية والمتمثلة بوضع السياسات والاستراتيجيات والخطط الوطنية كوثيقة سياسات الفرصة السكانية 2009 و2015 وخطط العمل الوطنية للصحة الإنجابية/ تنظيم الأسرة للفترة 2003-2017 ، إضافة الى تضمين القضايا السكانية في الخطط الوطنية التنموية للمملكة، والتي انعكست على تحسن المؤشرات التنموية في الأردن.
وأشارت إلى أن الحفاظ على استدامة هذه الإنجازات التي تحققت أخذ يتأثر سلباً بتدفق موجات من الهجرات القسرية المتتالية، خصوصاً هجرة السوريين بسبب الأوضاع الداخلية في بلادهم خلال السنوات الاربع الماضية ، وعدم استقرار الأوضاع السياسية في المنطقة العربية المحيطة والتي اضرت بالمجهود التنموي للأردن وكبدته تكاليف غير متوقعة وضغطاً متزايداً على البنى التحتية والمرافق العامة والخدمات.
وتوقعت الورقة التي قدمتها المجالي أن يستمر لجوء السوريين إلى الأردن نتيجة لاستمرار الاضطرابات الداخلية في سوريا.
وشددت على ضرورة الاهتمام بالخدمات الصحية والتعليمية والاقتصادية المقدمة للشباب وتوفير وتسهيل وصولهم لفرص العمل واستثمار طاقاتهم وتوفير فرص التمويل لمشاريعهم الذاتية للحد من البطالة التي بلغ معدلها نحو 12 بالمئة العام الماضي.
واكدت المجالي اهمية تعزيز الصلة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل وتحسين نوعية التعليم وإكساب المهارات وتطوير التدريب المهني والتقني وضمان العمل اللائق بتوفير خدمات التأمينات الاجتماعية الداعمة بالإضافة إلى زيادة مشاركتهم السياسية والمدنية.
(بترا)