الحل قبل انفجار الجمعة

تم نشره الثلاثاء 28 نيسان / أبريل 2015 02:06 صباحاً
الحل قبل انفجار الجمعة
أسامة الرنتيسي

بالقراءات الامنية كلها التي تسمعها من خبراء ومختصين، فإن الحالة الامنية في البلاد تحت ضغط شديد لا يحتمل معها المراهنات والمقامرات ولا شد الحبال اكثر من اللازم، فإذا كانت ضغوط عصابة داعش بعيدة عن الارض الاردنية، فإن المخاوف من جيرة "جبهة النصرة" القريبة من الرمثا كبيرة، والاكبر من ذلك كله الحواضن غير الامنة لهذه الجماعات الاجرامية، امام كل هذا؛ لماذا نريد ان نخض البلاد، وتكون الجمعة المقبلة ساخنة وعنيفة، ومرشحة للانفجار اذا لم يتم استعمال الخيال السياسي الايجابي كله لحل المعضلة.
أزمة احتفال جماعة الاخوان المسلمين بالذكرى السبعين مفتوحة على الاحتمالات جميعها، مع أنها كانت بسيطة، ولا تحتاج أكثر من وسيط ثالث نزيه محايد، وجلسة عقلاء، لكن التعنت، وعدم المعرفة جيدا باللعبة السياسية، قادت الأزمة إلى منحى واحد، بيانات متناقضة، وتهديدات غير مباشرة، وانتظار الساعة الاخيرة لحسم الموضوع.
صحيح ان القضية الآن داخلية في صراعات جماعة الاخوان المسلمين الممتدة منذ سنوات، ودخلت الآن مرحلة الحسم والشرعية، بعد ان حصلت مجموعة صغيرة على الشرعية القانونية، وترفض المجموعة الاكبر التخلي عن السبعين سنة التي عملت فيها في كنف الدولة محتضنة ومرعية، ولا ترى ان الامور تغيرت، وان الثنائية بين الدولة والاخوان يمكن رتقها، وهي التي استمرت طوال السنوات الماضية في علاقة منتجة للطرفين.
ليس في مصلحة احد ان يقع صدام بين الدولة والاخوان، وتعرف الدولة واجهزتها ان الجماعة في هذه الفترة وبالتعبير العامي "ماخذة الارض"، وليس في مصلحة الدولة ان تقف مع طرف ضد آخر، كما لا يجوز للمجموعة الاكبر في الاخوان ان تفكر ان تبقى فوق القانون، وتهدد بان التضييق عليها جائزة للمجموعات الاكثر تشددا، ولعصابة داعش تحديدا.
وصلت الامور الان الى صعوبة تراجع الطرفين، لان الجماعة في الجمعية المرخصة قطعوا كل صلات التواصل مع الجماعة الام غير المرخصة، وتقف الدولة الى جانب الجماعة المرخصة بحكم القانون على الاقل، لهذا فإن تدخل الطرف الثالث بات لزاما لسحب فتيل الازمة قبل ان تصل الى المواجهة والمنع بالقوة، ونشهد ازمة مشابهة لازمة 24 آذار.
الامور ذاهبة للانفجار، ولا ادري ماذا ينتظر الجميع لحل مشكلة لا يمكن حلها بالطرق التقليدية، حول قانونية اقامة الفعالية من عدم قانونيتها، ولا حل الا بالتراجع من قبل الطرفين، عن طريق احتواء ناعم للازمة من قبل الدولة، وعن طريق بدء مراجعة فورية من قبل الجماعة الام لمسيرة السبعين عاما الماضية. الذين يعرفون ان الامور تضيق عليهم يوما بعد يوم، ويلتف الحبل حول اعناقهم، ولا ادري على ماذا يراهنون؟ وما الذي يؤخرهم عن ارسال رسائل ايجابية للدولة والشعب الاردني لحفظ ماء الوجه، والعودة الى الحياة السياسية من خلال المشاركة في الانتخابات المقبلة، والتوقف عن سياسة الحرد والمقاطعة التي اثبتت انها غير مجدية سياسيا ووطنيا.
الاجواء المفتوحة للازمة مشرعة على الاحتمالات كلها، والاخطر ان تتم تغذية الخلاف الداخلي في الجماعة منذ سنوات، والذي للاسف في عمقه البنيوي خلاف ينزع الى امراض الاقليمية والمنابت والاصول، والاجندات السياسية، اردنيا وفلسطينيا، ليتحول الى خلاف في الشارع يمس النسيج الوطني الذي استطاع ان يحتوي ازمات اكبر من ازمة الاخوان المسلمين، ويكرس حالة وطنية اردنية بامتياز حصلت على اعلى مراتب الوطنية في مواجهة عصابة داعش ولحظة استشهاد الطيار معاذ الكساسبة.

(العرب اليوم 2015-04-28)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات