تراجع القضية الفلسطينية واحتدام الصراع الطائفي

تم نشره الثلاثاء 28 نيسان / أبريل 2015 02:20 صباحاً
تراجع القضية الفلسطينية واحتدام الصراع الطائفي
د. فهد الفانك

هل ما زالت قضية فلسطين تحتل الموقع الأول في الاهتمام العربي؟ نحب أن نجيب على هذا السؤال بالإيجاب، ولكن الوقائع سوف تكذبنا.
تراجع القضية الأولى إلى موقع متأخر بل هامشي تكرس بأكثر من ظاهرة عربية جوهرية واختبار حقيقي، وكان أول هذه الظواهر ما سمي بالربيع العربي، الذي قامت به جماهير الأمة العربية من المحيط إلى الخليج، ولم يأتِ فيه ذكر لفلسطين، مع أنها كانت في وقت ما ليس ببعيد، الأداء المختارة في إدانة الحكام ومحاولة إسقاطهم. والنتيجة فإن الربيع العربي لم يأتِ بالديمقراطية، بل جاء بالفوضى وصعود النفوذ الإيراني.
بعد الربيع العربي والفوضى التي ضربت أطنابها في معظم الاقطار العربية جاء الصراع السني الشيعي الراهن، الذي لم يعد صراعاً بين العرب وإيران، بل خلق هوية بديلة للوطنية والقومية صارت لها الأولوية في تحديد السلوك. ومرة أخرى غابت القضية الفلسطينية، ولم تعد على رأس سلم الأولويات أو قريبة منه.
ليس غريباً والحالة هذه أن تقول إسرائيل أن وجودها ليس السبب في الاوضاع المتفجرة في الشرق الأوسط والتي تستعصي على الحل، وإن يقول المجتمع الدولي أن الشرق الأوسط يتفجر من الداخل بموجب صراع طائفي محموم لا علاقة له بالقضية الفلسطينية.
في عصر الوطنية والقومية كان هناك صراع عربي فارسي عبـّر عن نفسه بحرب ضروس قاتل خلالها الشيعة العراقيون مع وطنهم ضد المطامع الإيرانية، واليوم ينقسم العراق إلى ثلاثة شعوب بينها ما صنع الحداد.
أميركا بقصد أو بدون قصد، هي التي أطلقت شرارة الصراع الطائفي عندما دمرت عراق البعث ونقلت السلطة إلى الشيعة باعتبارها الطائفة المضطهدة، مما أدى إلى تهميش الـُسنة وتحويلها إلى حاضنة للحركات الإرهابية.
لا يشكل الشيعة أكثر من 15% من المسلمين في العالم، ولكنهم يشكلون أغلبية في إيران والعراق والبحرين، وأقلية هامة في لبنان واليمن، وأخذت إيران تحركهم بواسطة أدوات مثل حكومة نوري المالكي، وحزب الله (اللبناني)، والمعارضة الشيعية في البحرين وأخيراً الحوثيون في اليمن.
مر وقت كان القرار في كل بلد عربي بيد فرد مستبد، كان بعضهم يقول أنا أو الفوضى، ويقول بعضهم الآخر إما أنا أو الإسلام السياسي المتطرف، وقد ذهب الطغاة ولكن اتضح أن تحذيراتهم كانت في محلها.

(الرأي 2015-04-28)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات