القطامين : الواقع السياسي في الدول العربية انعكس سلبا على فرص العمل
المدينة نيوز :- قال وزير العمل الدكتور نضال القطامين ان الواقع السياسي في الدول العربية انعكس بشكل سلبي على فرص العمل بسبب الركود الاقتصادي على مستوى الدول العربية كافة لا سيما الدول التي شهدت ما يسمى بالربيع العربي.
ودعا القطامين خلال مؤتمر "توظيف الشباب العربي: تعزيز الحلول المبتكرة للتحديات العالقة الذي نظمته اليوم "صلتك" المبادرة الإقليمية الاجتماعية، وتستضيفه منظمة الشباب الدولية، الى ايجاد حلول جذرية لمشكلة البطالة في العالم العربي مشيرا الى عدم وجود تكامل عربي حقيقي يوفر فرص عمل للشباب.
واضاف ان نسبة البطالة في العالم العربي تنذر بالخطر بسب عدم التوزيع العادل لمكتسبات التنمية وعدم وجود فرص حقيقية للتشغيل، لافتا الى ان القطاع العام ليس لديه فرص للعمل حيث ان فرص العمل في العصر الحديث مرتبطة بالقطاع الخاص .
وقال ان موجات الهجرة التي تعرض لها الاردن تعتبر غير مسبوقة على مستوى العالم بدء من هجرة الفلسطينيين والعراقيين وحاليا السوريين اذ يتواجد على ارض المملكة نحو مليون ونصف المليون سوري، مؤكدا أهمية تحفيز الاستثمارات في المناطق البعيدة عن العاصمة لتوفير فرص عمل حقيقية للشباب.
وأشار الى ان وزارة العمل ليست الجهة التي يقع على عاتقها توفير فرص العمل، مقللا من اهمية مصطلح ثقافة العيب في المجتمع الاردني وانه اذا ما توفر عائد مادي حقيقي فان الشباب يقبلون على العمل في اي قطاع .
ويولي المؤتمر الذي يستمر ثلاثة ايام اهتماماً خاصاً لعمليات رسم السياسات والمبادرات الناجحة في مجال تشغيل الشباب، بما يتيح للمعنيين فرصة تكرار البرامج التي أثبتت فعّاليتها، وتوسيع نطاقها في عموم المنطقة.
واكد الرئيس التنفيذي بالوكالة لمؤسسة "صلتك" محمد عبد العزيز النعيمي، أهمية الاستفادة من تجارب الآخرين في تصميم البرامج ورسم السياسات الرامية إلى تحسين آفاق الشباب الاقتصادية. وقال "نجتمع هنا في عمّان لسببين رئيسيين. الأول، لنتبادل ما لدينا من رؤى عن فعالية مختلف البرامج والسياسات التي تخدم الشباب؛ والثاني، لبناء علاقات تعاون وشراكة ترمي إلى توسيع نطاق البرامج الناجحة وتكرارها. وينبغي أن ترتبط المعرفة بالعمل ارتباطاً وثيقاً إذا رغبنا في إحداث تأثير حقيقي ودائم يعود بالنفع على شباب منطقتنا".
من ناحيته، قال وليم ريس، الرئيس التنفيذي للمنظمة الدولية الشباب: "نجتمع هنا للاطّلاع ومناقشة أفضل المنهجيّات والممارسات المتّبعة في تزويد الشباب العربي بما يحتاجونه من تدريب ودعم، يمكّنهم من مواجهة ارتفاع معدلات البطالة في جميع أنحاء المنطقة. تعلّمنا من تجاربنا أنه لا توجد حلول سريعة، بيد أنّ عملنا معاً، وتضافر مواردنا الجماعية وخبراتنا، من شأنه أن يتيح لنا تحقيق الكثير للجيل الناشئ من الشباب، واستحداث الفرص التي تمكّنهم من بذل قدراتهم الكامنة الكبيرة بما يسهم في بناء مجتمعاتهم وأوطانهم".
وفي الجلسة العامة التي حملت عنوان "إعادة النظر في تحديات تشغيل الشباب"، قال رئيس مجلس ادارة البنك الأهلي الأردني، الدكتور عمر الرزاز، إن تحدي البطالة مشكلة عالمية، لكن لها خصوصيتها في العالم العربي، الأمر الذي يحتاج إلى حلول استثنائية، إذ تواجه المنطقة العربية ما يسمى بــ"جيل الانتظار".
وأوضح أن جيل الانتظار يعني تأخر سن الاعتماد على الذات والابتعاد عن الأهل في العالم العربي إلى 29 عاما، في حين أن المعدل العالمي لا يتجاوز 24 عاما، إذ يتأخر الشباب في إيجاد فرص عمل وبالتالي تأخر الزواج والاستقلال في بيت، إذ يستمر الشباب بالتعلم، من دون انعكاس الآثار الإيجابية على أرض الواقع.
وبين أن نسب المتعلمين في العالم العربي مرتفعة، لكن لا يرافقها مشاركة أو تمكين، الأمر الذي لا يؤدي إلى مزيد من الانتماء والمواطنة، لذا لا بد من تمكين الشباب ومساعدتهم على إيجاد عمل قبل مرور أربع سنوات، والشابات قبل مرور سنتين من التخرج، لأن فرصهم تتقلص بعد ذلك في إيجاد العمل.
ويعقد المؤتمر في ظل ارتفاع معدل بطالة الشباب العرب إلى أكثر من 29% في عام 2014، وهو أعلى معدل قياسا بأي منطقة في العالم.
من ناحيته، أكد مؤسس ورئيس مؤسسة طلال أبوغزالة، الدكتور طلال أبو غزالة، أهمية الاتفاق مع القطاع الخاص على تدريب الموظفين في مواقع العمل، خصوصا في المجال الفني التقني، إذ تحتاج الجامعات إلى شراكة حقيقية مع القطاع الخاص، والتركيز على نوعية الخريج، بأن يكون "عامل معرفة" أي تحول التعليم إلى النطاق الرقمي. وبين أن التحول الرقمي يساعد على حل المشكلات الاقتصادية، إذ يتطلب المجتمع الرقمي جهودا كبيرة للعمل من خلال تقنيات المعرفة.