حكمة الإخوان

واضح أن الدولة ماضية في تصعيد موقفها من فعالية الجمعة التي أعلنتها جماعة الاخوان المسلمين احتفالا بمرور سبعين عاما على التأسيس.
طبعا هذا الموقف قد يقود الى صدام لا مبرر له كما أنه سيئ في توقيته ومبرراته وأنا أحمّل الموقف الرسمي المسؤولية الأكبر عنه.
لكننا في المقابل مطمئنون الى حكمة جماعة الاخوان المسلمين وخبرتهم في توسيع الصدر والافق ولهذا انا مطمئن ان الصدام والانجرار له سيكون اقرب الى المستحيل.
الاخوان يدركون –يجب ان يركزوا هنا اكثر– ان سبب اصرار الدولة على منع الاحتفالية هي رغبتهم بعدم توجيه اللكمة القاضية على رأس الجمعية الجديدة وملحقاتها السابقة واللاحقة.
بمعنى ان الدولة لا زالت تريد من الاخوان ان يعالجوا الازمة ويقدموا التنازلات ومن ثم سيكون للامر ما بعده، ودليل على هذه المقاربة ان رئيس الحكومة كلما قيل له «حلّها» اجاب «حلوها مع بعض».
هذه السياقات لم يعد من المجدي معها استمرار حالة الانكار وبات من الضروري فهمها عميقا واتخاذ مواقف مرنة تجاهها تمهد لمرور الازمة وتبرد الرؤوس الحامية في الدولة.
لا بد من قرارات ابداعية وجريئة عند الاخوان يكون لها القدرة على احتواء الازمة والخروج منها بأقل الخسائر، ولا اعني بدون خسائر لكن بأقلها.
لا املك نصيحة محددة لكني على يقين ان جماعة الاخوان المسلمين قادرة ان تكون مرنة حكيمة تجترح الحلول وتدير الازمة وتخرج منها بوطنية واضحة.
(السبيل 2015-04-29)