التجارة في الإعلام

تم نشره الأحد 03rd أيّار / مايو 2015 01:23 صباحاً
التجارة في الإعلام
أسامة الرنتيسي

أخطر ما في الاعلام، ليس إن كان موجهًا، أم يحمل أجندة خاصة، أم ايدولوجيا، أم ناطقًا بلسان دولة ما، أم حزبًا، أم تجارة.
أخطر ما في الإعلام إذا هبطت لغته، وبدأ استخدام لغة سوقية، اتهامية، فضائحية، تثير الغرائز، وتغتال الشخصيات.
على شاشات بعض الفضائيات تم تدمير مفهوم الحوار، واخذ بعض المحاورين ضيوفهم إلى مساحات أخرى ليست لها علاقة في اختلاف وجهات النظر، او التمترس وراء رأي معين، إلى لغة الاتهام والتخوين، للوصول إلى مشاجرات بين الضيفين على الهواء مباشرة.
في الفترة الأخيرة شاهدنا ضيوفًا على شاشات فضائيات عربية ومحلية، يتشاجرون بالكلمات النابية، إلى أن تصل الحال إلى الضرب بالأيدي، وقلب الطاولات.
كل ما يجري في وسائل الاعلام يحتاج الى تحكيم منظومة الاخلاق، وإلى تفعيل ميثاق الشرف الصحافي والإعلامي على الأقل لحماية المستمعين من لغة هابطة، فضائحية، سوقية بدأت تغزو بعض الفضائيات.
صحيح أن لا أحد يشتري الاتهامات الباطلة من دون أدلة، إلّا أن بعض ما ينشر في وسائل اعلام ومواقع الكترونية يغث البال، وليس بالسهولة ان تشطب معلومات علقت بعقل قارئ.
في "العرب اليوم" تعرضنا الى موجة كبيرة من الاتهامات الباطلة، نقلها موقع الكتروني عربي، منذ نحو عامين، لا تزال هذه المعلومات مطروحة في الشارع، وقد يسألك احد ما عن صحتها، مع انه يعرف تماما ان خط الصحيفة واشخاصها لا ينسجمان مع هذه الاتهامات.
من هنا فإن خطورة الاعلام يعرفها اكثر المشتغلين في الاعلام، وبات الآن يعرفها كل سياسي يرغب في حماية مشروعه والدفع به الى الامام.
نحتفل اليوم في اليوم العالمي لحرية الصحافة، لكننا نعترف ان اكثر من يحتاج الى حماية الآن هو المجتمع من بطش بعض وسائل الاعلام، ومن خطورة اللغة الطائفية التي باتت تغزو محطات خطيرة، تُفسّخ المجتمعات، وتبث رسائل اعلامية بلغة حاقدة لم نسمعها في السنوات الماضية.
في زمن التغيير العربي الذي بدأ ربيعًا، واختُطف على ايدي جهلة، تحولت وسائل اعلامية الى طائفية، خاصة في فضائيات ترفع شعارات دينية، راجت كثيرا في الآونة الأخيرة، بحيث أصبحت التجارة الرابحة.
في إحدى حلقات المسلسل السعودي الناقد "أحلى ما طاش" للمبدِعَين ناصر القصبي وعبدالله السدحان، استثمرا في فضائية بدأت عملها في الدراما ففشلت، وتحولت الى المنوعات ففشلت، والى التوثيقية ففشلت، الى ان جاءهما ناصح يقول لهما، لا ينفعكما إلّا فضائية دينية، فلبسا ملابس الورع، وباقي الاضافات المطلوبة، فانهمرت عليهما الدولارات من كل حدب وصوب.

(العرب اليوم 2015-05-03)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات