فرنسا الشرق الأعظم وبريطانيا الاسكتلندية

لا الرئيس الأمريكي ايزنهاور، ولا سلفه مونرو، توقعا استمرار فرنسا وبريطانيا في قلب المشهد العالمي للرأسمالية..
الأول، عندما اطلق نظرته "ملء الفراغ" لوراثتهما في الشرق الأوسط، وذلك في منتصف خمسينيات القرن الماضي.
والثاني، عندما اطلق نظرية مماثلة عرفت بمبدأ مونرو لتنظيف الحديقة الخلفية لواشنطن في امريكا اللاتينية من الاستعمار الاوروبي "اسبانيا والبرتغال بالاضافة لفرنسا وبريطانيا". والغريب في الحالتين ان فرنسا، كما بريطانيا الحاضرة في المشهد العالمي، لم تتحررا لا من بصمات المحفلين الماسونيين الكبيرين "الشرق الاعظم والاسكتلندي"، ولا من تقاليد السياسة الخارجية منذ القرن التاسع عشر:
1.فمقابل الاهتمام الفرنسي بالثقافة الفرنكفونية، هناك الاهتمام البريطاني بسياسة الكومنولث.
2.مقابل "عطف" فرنسا الحنونة على ما يعرف بالاقليات مثل الموارنة والارمن وبعض الأوساط الكردية أو الجماعات التي لم تكرس كيانا سياسيا "بعض الأوساط الفلسطينية" هناك الاهتمام البريطاني بالاكثريات "الكتلة السنية" وبعض "الاقليات" المذهبية والقومية "الدروز والأكراد".
3.أما البصمات الماسونية أيا كان حجمها فهي ملحوظة في سلسلة من العلاقات المركبة والمتناقضة احيانا من اهتمام الدولتين بجماعات من فرسان مالطا وتجلياتها الجديدة "من البلاك ووتر الى الوهابية المسلحة" الى اليسار الاجتماعي المقرب من الدولية الاشتراكية الدولية..4.ويشار هنا الى النفوذ الكبير للمحافل الماسونية الفرنسية والبريطانية في الاشتراكية الدولية؛ حيث يلعب الحزب الاشتراكي الفرنسي وحزب العمال البريطاني دورا معروفا فيها..
(العرب اليوم 2015-05-04)