توقيت المناكفة

لا أدري إلى أي مدى يمكننا قبول الموقف الأردني من ملفات الاقليم، مع قناعتي أنه يجب على الجميع الوقوف خلف الدولة مهما كانت اتجاهات البوصلة.
لكن هذا الموقف لا يمنع تقديم النصيحة والرأي والضغط بضرورة تقليب الافكار والمواقف، وبالتالي توسيع قاعدة الفهم وتداول الآراء.
من هنا يروق لنا طرح كثير من الاسئلة عن طبيعة الموقف الأردني، سنحاول من خلالها تعبيد طريق أوسع لخيارات أشمل متعلقة بالسلوك الأردني تجاه الإقليم.
من هذه الاستفسارات: هل تبتعد الأردن عن السعودية في التوقيت الخطأ؟ بمعنى هل قررنا العودة للخلف عن الرياض في لحظة مناسبة ام لا؟
سؤال آخر لابد من طرحه عن فلسفة «إقناع الجميع أننا معهم» ومدى جدواها وهل من السهولة لهذه المقاربة ان تصمد او تستمر.
ثم ما سبق يلحق به سؤال آخر عن جدوى وأهمية اختيار طرف هام ننسجم معه استراتيجيا يراعي مصالحنا ونراعي مخاوفه وصعوده الواضح.
من الأسئلة الهامة التي يجب ان تطرح بقوة عن حجم التقهقر الكبير في وزن ودور نظام السيسي في الآونة الاخيرة، وفشل رهاننا عليه؛ فالرجل لم يستشر من شهرين وبات ورقة تابعة خاسرة.
ألم ندرك ان الملف العراقي اكثر تعقيدا مما نظن، وان داعش قصة أعمق من لعبة مواجهة بين الجيش العراقي والتنظيم، وان «اللغوصة هناك» لن يحلها مساهمة عسكرية قد تكلفنا الكثير.
أسئلة كثيفة وعميقة وهامة تحتاج لإجابات وإعادة نظر بتموضعنا الحالي من ملفات الاقليم الساخنة، اما الاجابة فهي رهن بتوسيع المشاركة في الرأي وإلا سنبقى ندور في حلقة قاسية ومفرغة.

(السبيل 2015-05-05)