الوجه المسيحي – الشيعي من تاريخ الكرك

تم نشره الأربعاء 06 أيّار / مايو 2015 02:16 صباحاً
الوجه المسيحي – الشيعي من تاريخ الكرك
د.موفق محادين

إذا كانت الكرك وما يعكسه تاريخها صورة لتاريخ الأردن، بل لتاريخ أية دولة عربية مشرقية، خاصة (بلاد الشام ومصر والعراق) حيث تحاول الجماعات التكفيرية الاجرامية الموسادية احتكار الاسلام والدين في تأويلات محددة طارئة وغريبة على أهل السنة والجماعة، فإن تاريخ الكرك يحفل بصفحات كثيرة مشرقة تبدد خطاب وليل التكفيريين من عصابات الموساد الصهيوني والرجعية العربية: -
1.ابتداءً، تنوع الهُوية في الإطار القومي العربي العنوان المشرف والحقيقي للعرب الذي يستوعب بقية الهُويات الأخرى داخله من قبائلية واسلام ومسيحية بكل مذاهبهما وتياراتهما واصولهما وفروعهما.
2.بسبب حياد المسيحيين خلال ثورة الكرك على الاستعمار العثماني 1910 ورفضهم التجنيد والضرائب الفادحة، فقد أمر قائد الحملة العثمانية بعد احتلال المدينة وقتل كل (ذكر) يعتقله الترك بتمييز المنازل المسيحية بوضع صلبان على ابوابها فما كان من القبائل المسيحية إلا أن رسمت صلبانا على منازل المسلمين ما اربك قائد الحملة وراح يدهم المنازل المسيحية نفسها.
أيضا على مدار عقود القرن العشرين قدمت هذه العائلات والقبائل المسيحية مئات المناضلين في صفوف الحركة القومية العربية واليسارية وتقدمت المظاهرات ضد حلف بغداد والمؤامرات الأمريكية والأطلسية على الأردن والشرق العربي، كما ضد أشكال الفساد والظلم المختلفة، خاصة في هبّة نيسان 1989 كما قدمت لليسار والأدب العربي شخصيات مرموقة مثل الدكتور يعقوب زيادين والروائي غالب هلسا.
3.اما عن الوجه الشيعي في تاريخ الكرك، فقد كانت المدينة كما معظم بلاد الشام ومصر متشيعة على المذهب الفاطمي الذي واجه الفرنجة (الحملات الصليبية) وكانت قبائل عاملة من الكرك وجند الأردن قوة ضاربة في هذه المواجهة… وهناك ما يؤكد أن هذه القبائل ساندت الإمارة الحمدانية في حلب وهي إمارة متشيعة ضد غزوات بيزنطة الرومية.
وعندما وقع صلاح الدين الأيوبي (صلح الرملة) مع الصليبيين كانت هذه القبائل ضمن القبائل التي رفضت هذا الصلح وتمردت عليه باعتبار ان الساحل السوري الذي سلمه صلح الرملة لا يقل قداسة واهمية عن القدس التي اعاد ابن أخ صلاح الدين (الملك الكامل الايوبي) تسليمها للصليبيين…
وبعد التسنن الذي فرضه صلاح الدين على بلاد الشام ومصر، ظلت الرواسب الشيعية قوية في الثقافة الكركية حتى يومنا هذا، ومن ذلك قولهم: الله وعلي معك، بركة (شفاعة) حيدر في البيدر وقول النساء في غيثية الاستمطار والاستسقاء: يا علي يا ابن عليم يا سايق المطر والغيم، بل إنه عندما سقطت طائرة للعدو الصهيوني فوق المزار عام 1968 اعتقد الاهالي أنها سقطت بفضل بركة الصحابي جعفر بن ابي طالب حيث يوجد مقامه الى جانب الصحابة الابرار من شهداء مؤتة.

(العرب اليوم 2015-05-06)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات