تحالفات واتفاقات كريهة

بقدر ما يحفل التاريخ بشواهد كثيرة على تحالفات واتفاقيات كريمة محترمة لم تنتقص من سيادة الشعوب والأمم وكرامتها، بقدر ما "يحفل" باتفاقات وتحالفات كريهة بغيضة..
ولم يكتف موقعوها و"أبطالها" بالتوقيع عليها، بل راحوا يدافعون عنها ويورثون ذرائعها الواهية للأجيال من بعدهم، جيلا فجيلا، ومن ذلك:-
1.تحالف الخليفة العباسي، المنصور، مع أمراء وملوك إسبانيا ضد العرب في الاندلس "الأمويون".
2.اتفاقية صلح الرملة التي وقعها صلاح الدين الايوبي مع الفرنجة "الحملات الصليبية" التي سلم بموجبها كامل الساحل السوري التاريخي "ساحل فلسطين وسورية ولبنان الحالية" للفرنجة.
3.تحالف الملك الكامل الأيوبي، ابن شقيق صلاح الدين مع الفرنجة "الحملات الصليبية"، وتسليم القدس لهم، إلى أن أعاد تحريرها تحالف من خوارزم بلاد فارس وملك الكرك، الناصر داود.
4.ارتداد قادة عرب مشهورين على القوى التي حاربوها وتحالفوا معها مجددا مقابل وعود بعروش وتيجان لم تحدث أبدا..
ومن أشهر هؤلاء، الأمير عبد القادر الجزائري، والشيخ خزعل في عربستان، الأول مع الفرنســــيين والماسونيـــــة الفرنسية، والثاني مع الانجليز والمحفل الاسكتلندي.
5.موافقة زعماء العرب على سلخ الاستعمار الفرنسي لكامل منطقة الاسكندرون السورية، وتسليمها لتركيا أواخر ثلاثينيات القرن العشرين، وذلك بالتزامن مع النداء الشهير المنسوب لهم الذي ودعوا فيه الشعب الفلسطيني لفك اضرابه والثقة بالحليفة بريطانيا، وإخلاصها لقضايا العرب "ووضع حد قريب" للاستيطان اليهودي.
6.وكما صلح الرملة، "استعادة القدس وتسليم فلسطين" وقع السادات اتفاقيات كامب ديفيد مع العدو الصهيوني "استعادة منقوصة لسيناء مقابل تسليم مـصر كلــــها للتــــعاون مع العــــدو والأمريكــــان".
7.وليس العرب وحدهم من ابتلي بالزعامات المذكورة، فالعالم مليء بحالات من هذه مثل كويسلنغ في النرويج وبيتان في فرنسا وغيرهما…
8.وهناك اتفاقات وتحالفات لم يدافع عنها اصحابها، بل اعتبروها كريهة وطارئة ومؤقتة، ووعدوا بالتخلص منها في الوقت المناسب..
ومن أشهر هذه الاتفاقات، صلح الحديبية، الذي وقعه الرسول باسمه "محمد بن عبد الله"، وصلح بريست الذي وقعه لينين قائد الثورة الاشتراكية في روسيا مع ألمانيا، ثم ألغاه بعد توطد اركان الثورة وسلطتها…

(العرب اليوم 2015-05-07)