السعودية ليست في ورطة

قد تكون المسألة اليمنية بالنسبة للسعودية صعبة ومعقدة لكنها لن تصل في مأزقها الى المرحلة التي كانت ستصل لها لو ان السعودية صمتت وتركت اليمن للحوثيين يشكلونها كيفما يريدون.
ومع تقديري لكل التحليلات التي تأتي من هنا وهناك فالازمة اليمنية بالنسبة للسعودية بعد عاصفة الحزم اضحت اسهل واقل تأثيرا على الامن القومي السعودي.
قد نتفق مع من يقول ان الانتقال من عاصفة الحزم الى مرحلة اعادة الامل لم تكن ذات فارق لكنها في المقابل حيوية ولها ما بعدها من حراك سياسي.
الملك سلمان ليس بالمرتبك والدليل انه قبل الحزم اجرى تعديلات داخلية وفي اثناء العاصفة اجرى مرحلة جديدة من التغيرات الداخلية وهذا دليل ثقة وخطوات مدروسة.
الحوثي متألم جدا وكذلك ايران والدليل عدمية القصف الاخير لقذائف الهاون تجاه نجران السعودية وقريبا سنرى حلا سياسيا يدشن انتصار المقاربة السياسية للسعودية.
على من يقول ان الرياض في مأزق –فقط– مراجعة تصريحات حلفاء ايران من السياسيين والكتاب العرب وعندها سيدركون مأزق هؤلاء لا السعودية.
أنا أقدر عدم قدرتنا على تفهم تغير الاستراتيجية السعودية وانتقالها من مرحلة «التدخل غير المباشر» الى مرحلة «الاشتباك المباشر» فهذه تحتاج الى مراحل انتقالية.
لكن لا بد من فهم ان الانتقال تم وهناك تحالف سعودي تركي بات اكثر قوة وتداخل، وهنا تظهر قيمة التغير والانعطافة فلا مأزق وجودي سيكون ولا مانع من بعض العثرات.

(السبيل 2015-05-07)