خطط تنموية لا أمنية

تم نشره الثلاثاء 19 أيّار / مايو 2015 01:57 صباحاً
خطط تنموية لا أمنية
أسامة الرنتيسي

لأيام أخرى سوف تبقى ساحة التكهنات مفتوحة، حول خلفية القرارات المفاجئة، التي حسم فيها رأس الدولة مستقبل قيادات أمنية في المربع الأول، بسبب "تقصير في المنظومة الامنية"، كما أعلن في البيان الرسمي.
التوقف عند لحظة الحسم، التي يتم فيــــها اتخاذ قــــــرارات حــــــازمة، تكرر في عهد المملكة الرابعة في أكثر من مفصل، بحيث يكــــــون القـــــرار شاملًا، تُستبعد فيه القيادات جميعها التي أثارت المشهد، مثلما حدث سابقًا، بعد أن ارتفع الخلاف بين مدير مخابرات ورئيس ديوان ملكي.
في المفاصل الأمنية لا مجال للمراهنة وانتظار انسجام أطراف القرار، لأن لعبة تقطـــــيع الوقت تصلح في السياسي، لكنها لا تصلح أبدا في الأمني، خاصة أننا نمر بأوضـــاع أمنيـــة داخلية لا تقـــــل كثيـــــرا عن استــدعاء حالة الطـــــوارئ، لاسيـــــــــما ان الاردن بات مثــــــل جزيرة تحيـــــطها جبـــــهات مشتعلـــــة، وصل فيها عناصر العصابات الارهابيــــــة الداعشيـــــة الى الحدود في الطريبيل، واقتربوا كثيرا من الحدود الشمالية.
البيان الرسمي الذي أعلن فيه خروج ثلاثة رموز أمنية من الخدمة، باستقالة وزير الداخلية واقالة كل من مدير الأمن العام ومدير قوات الدرك، لم يشف غليل أسئلة الأردنيين، التي علقت القرار على أكثر من قضية أمنية، كان أبرزها قضية معان، التي تحولت بسبب المبالغات الأمنية والاعلامية كأنها قضية عصيّة على الحل، وهي كذلك، اذا تم التعامل معها كقضية أمنية، لا تنموية.
وهنا يبرز السؤال المحوري؛ هل هناك خطة تنموية جديدة في الفترة المقبلة لانقاذ معان ــ لأن المهم ليس تغيير الاشخاص، وانما تغيير السياسات ــ ترافقها خطة لضبط الأوضاع في كل الملفات الأمنية المفتوحة، لا تكون فقط خطة أمنية، لأنه ليس بالأمن وحده يتم ضبط الأوضاع العامة.
الأصل أن تكون هناك خطة تنموية ترفع الضغوطات العامة والمعيشية عن كواهل المواطنين، ليس بهدف درء المخاطر فقط، لاننا نحتاج الى خطط تنموية جادة لبث الامان والطمأنينة في قلوب الاردنيين، وتنفيس حالة الفزع والترقب التي تشغل تفكيرهم.
مهمة الأمن في زمن الأحكام العرفية، هي غيرها في زمن التغيير والولوج إلى بوابات الديمقراطية، ليس فقط بالوسائل والأدوات، بل بالفكر والممارسة.
معظم الأخطاء التي تقع في البلاد، نتيجة عقلية أمنية لا تزال غير منسجمة مع المتغيرات، وغير متطابقة مع خطاب الاصلاح، ولا مؤمنة به، لذا تقع الأخطاء وتتحمل بعض الأجهزة المسؤولية عن خشونة ممارستها، او اعتداء أودى بحياة مواطن، أو قرار باقتحام حي وترويع سكانه.
ما يقع من أخطاء، لا تُصلحه لجنة تحقيق لمعرفة المتسبب في الحدث، وانما تُصلحه عقلية جديدة تنظر إلى دور جديد للأمن في زمن التغيير والثورات.
بتقديرات تحليلية لا أعتقد أن القرارات التي تم اتخاذها مساء الأحد سوف تتوقف عند هذا الحد، بل من المتوقع ان تتبعها قرارات اخرى تطال مواقع بارزة في صناعة القرار الاردني.

(العرب اليوم 2015-05-19)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات