أسئلة في صميم الإقالات الأخيرة

تعد الإطاحة بثلاثة من القيادات الامنية الاردنية في هذا التوقيت أمرا مفاجئا لم يتوقعه أحد، وأظنه جاء في لحظات غضب عاشها مطبخ القرار نتيجة الفشل الذريع في معان. باعتقادي أن قصة سلب سيارة الاجهزة الامنية من قبل ثلاثة مطلوبين وحرقها أمام الناس كانت السبب الرئيس في إقالة قادة الأجهزة «الدرك والامن».
أما استقالة وزير الداخلية حسين المجالي فقد جاءت سياسية، وشكلت غطاء لصاحب القرار كي يقيل مدير الامن العام الطوالبة وقائد الدرك السويلمين. ما جاء في بيان وزير الداخلية المستقيل حول التباين بين الاجهزة الامنية وغياب التنسيق صحيح لكنه ليس بالجديد، ولا أظنه السبب في هذه الجلبة. معان هي السبب فقد حدثت اخطاء كبيرة اهمها أن ثمة قسوة مورست هناك أغضبت الناس ومع ذلك لم تكن القسوة سببا لولا انها فشلت في تحقيق اهدافها. تخيلوا حملة امنية وهدم بيوت والتعرض لمضافة عشائرية ومع ذلك لم يتم القبض على المجرمين وكأنك «يا ابو زيد ما غزيت»، هذا هو الفشل الذي قاد للتغيير. السؤال الاخر المهم: ماذا بعد ذلك؟ هل ستتغير الاستراتيجية الامنية العامة؟ وان تغيرت ستتجه نحو ماذا؟ الشدة ام التراخي ام ماذا؟
أسئلة كثيرة نحن بانتظار الإجابة عنها، منها قصة معان وكيف سيغلق ملفها وهل في إقالة القادة الامنيين ما يساعد اهلها في تسليم المطلوبين ويغلق الملف.. إنها مجرد اسئلة.

(السبيل 2015-05-19)