نتائج مروّعة!

تم نشره الخميس 21st أيّار / مايو 2015 11:14 مساءً
نتائج مروّعة!
محمد أبو رمان

لم يحظ تقرير "منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية" عن جودة التعليم عالمياً، باهتمام يذكر في العالم العربي، فمرّ مرور الكرام في وسائل الإعلام العربية والأردنية، كأنّه خبر عادي طبيعي، بينما ما يحمله من نتائج ومؤشرات أقل ما يقال عنها إنّها مروّعة مرعبة!
التقرير قيَّم أوضاع التعليم على صعيد الرياضيات والعلوم في 76 دولة، فماذا كان ترتيب الدول العربية، ومنها الأردن، برأيكم؟
الأردن جاء ترتيبه 61 عالمياً، أيّ في ذيل القائمة تقريباً مع الدول العربية الأخرى. أما البقية؛ البحرين (57)، لبنان (58)، تونس (64)، السعودية (66)، قطر (68)، سلطنة عمان (72)، والمغرب (73). فيما تميّزت دولة الإمارات قليلاً عن الدول العربية بالمرتبة 45.
في المقابل، تصدّرت الدول الآسيوية القائمة؛ فجاءت سنغافورة أولاً، ثم هونغ كونغ، فكوريا الجنوبية، واليابان، وتايوان، تلحقها دول أوروبية في مقدمتها فنلندا، التي تتميّز، عادةً، في التصنيف العالمي للتعليم، وتأخذ في مقاييس أخرى المرتبة الأولى.
بالضرورة، هذا ليس التصنيف العالمي الوحيد، وهناك مؤسسات ومؤشرات أخرى. لكنّ الوضع عربياً وأردنياً ليس أفضل حالاً في أيّ منها. ويمكن مراجعة بعضها على مواقع المؤسسات الدولية لنجد أنّنا في المؤخرة دائماً!
لا يوجد اهتمام يذكر من قبل المسؤولين والرأي العام بنتائج مستوى التعليم في الأردن، وهو المستوى الذي يرتبط عضوياً اليوم بالنمو الاقتصادي والرخاء وخلق فرص عمل، كما بالقدرة على الاندماج في العولمة وحركتها المتسارعة.
عدم الاهتمام قد يرتبط أيضاً بأنّنا أصبحنا نملك مؤشرات أخرى وطنية، لا تبتعد بنتائجها ودلالاتها عما تفيدنا به النتائج العالمية. فوزير التربية والتعليم كشف سابقاً عن حجم مرعب من الأميّة لدى الصفوف الثلاثة الأولى، وعن نتائج أكثر خطورة وحسرة بشأن مخرجات التعليم العالي والجامعات، من خلال من تقدموا لاختبار الترشح للعمل في وزارة التربية والتعليم. كما عدد الطلبة المتسرّبين من المدارس، وغيرها من مؤشرات وظواهر كلها تقول إنّنا نسير بسرعة شديدة في الاتجاه الخاطئ، أو الكارثي بعبارة أكثر دقة وصحّة.
لا يبتعد تقييم الجامعات عن التعليم العام، إذ سبق وقرأنا تصريحات لأساتذة وكبار أكاديميين عن حالته، وكانت الأوصاف كارثية. وواقع الحال يغني عن أي مقال؛ فما نشاهده من عنف جامعي، وانهيار في القيم الجامعية والمهنية والعلمية، وفشل البحث العلمي وعدم وجود أي إنجاز حقيقي في هذا المجال، كل ذلك كفيل بأن يقرع ألف جرس إنذار لأيّ دولة في العالم، لكن لدينا آذان من فولاذ؛ محصّنة من سماع هذه النداءات والتحذيرات شديدة اللهجة، ومنها التقييم العالمي الأخير.
ما العمل؟.. هذا هو السؤال المهم. على صعيد وزارة التربية والتعليم، فإنّ الوزير المجتهد، د. محمد الذنيبات، قام بعمل رائع إلى الآن، وعالج قدر المستطاع ما يمكن؛ فنظف امتحانات الثانوية العامة من الانتهاكات الجسيمة، ووضع نقاط اختبار متعددة لتقييم الطلبة، وأجرى تعديلات لتحسين حالة الصفوف الأولى. وكل ذلك جيد ومطلوب، لكنّه غير كافٍ أبداً، ولا يتناسب مع حجم الكارثة الحالية. ويد واحدة لا تصفّق، والمسألة تتجاوز قدرات وزيري التربية والتعليم العالي إلى ضرورة إجراء مراجعة شاملة وحقيقية، وتقديم خريطة طريق لمسار بديل لإنقاذ التعليم، مع حلول ثورية حقيقية. وهذا وذاك يتطلبان أن يتم الإنفاق على التعليم العام بسخاء، وأن توضع شروط جديدة لإخراجه من المحنة الحالية.
ما تزال الحكومات غير مدركة بصورة حقيقية لخطورة هذه الواقع، وتتعامل مع المؤشرات الحالية بلا مبالاة واستهتار شديدين، والدليل أنّنا ندور في الحلقة المفرغة نفسها، بدلاً من أن نعلن ثورة حقيقية في التعليم لتأمين المستقبل!



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات