من طالب الى الأسدُ

تم نشره الخميس 21st أيّار / مايو 2015 11:56 مساءً
من طالب الى الأسدُ
الدكتور ظاهر محمد الزواهرة

أشهد أنك بلّغت رسالتها ،،، العربية تحتاج أسود أيها الأسدُ !

غت كيف أودّع من يعجز القلب عن حمل وداعه ؟ وكيف أكتب من أقف كثيرا قبل أن أعطيه ورقة يقرأ فيها ؟ فمن كان لا يخشى الخطأ في مجلس الأسد ؟ وكيف؟ وكيف ؟ إنه الموت الذي يجعل القلب يبكي دما !

أستاذي وحبيبي : لقد كنت معلمنا ومهذبنا ، ولم تزل محاضراتك ذهبا في دفاترنا الحزينة ، ونحن نحرص كما الأرض للماء على كلّ حرف ، وكلّ جملة يقولها الأسد . ولم يزل ( يوم من العمر) في رحلة الرفاق إلى الغور في القلب والذكريات ، أرأيت كيف أنّ العمر يوم ؟! أرأيت كيف ضاع العمر؟!

لقد ترجّلت أيها الفارس بعد تعب السنين، و غرست فينا حب العربية التي تستغيث من هول أخطاء المارقين والمتسلين ، والمستعربين ، واللذين لا يعرفون قيمتها العربية التي تريد أسودا أيها الأسد ، وأشهد أنك قد أديت رسالتها، وحملت أمانتها ، وسعيت إلى نهضتها، وغرست فينا حبها، وعلمتنا أنها أمانة ، أمانة دينية ومسؤولية وهوية وقومية ، أشهد أنك قد بلغت رسالتها ، وحفظت غايتها ، وتبقى المصادر والشعر في شموخ كما التوباد ، وليس للشمس لون آخر .

هاقد رحلت، والرحيل أقسى ما يكون ، وبلا وداع ، ها قد مضيت والدموع التي في العينين الآن كانت بهما قبل سنين فرحا ، حينما كنا على مقاعد الدراسة ، ونحرص على أن ندرس على يديك ؛ إذ كيف ندخل الأردنية ولا نكون تلاميذ الأسد ؟

هاقد رحلت، وقد علمتنا الأمانة أن نرد الكلام لأهله ، ونسعى إلى العلم بالبحث والاستقصاء والتحليل ، فالعلم أمانة كبرى ، ونهضة أمة كبرى ، وقد عرفنا كيف خانها الصاعدون إلى الوهم ، والمتنكرون إلى أطلالها ومعلقاتها ، ونسبوا لأنفسهم ما لا ينبغي لها .

ها قد رحلت ، وتبقى الذكريات جزء من حياتنا ، ونعرف أن المرارة في الذكريات ، ونعلم أن الموت قاهر كل الأمنيات ، أتعرف أني قد بدأت اليوم كتابة بحث في ديوانك الشعري : ( همس وبوح) الحنين والأنين ولم أعرف أن اليوم بداية بحثي نهاية سيد البحث ، وقرأت في أول ما قرأت قصيدة حب ووفاء إلى أم بشر ، وتذكرت كيف رأيت الدموع في عينيك ، يوم أن طلبتك أن تقرأ الشعر لنا في محاضرتك ، أتعرف أني وجدت نفسي فيك :

- هرم الزمانُ وحبنا لم يزل *** غضّا كعهد الأمس لم يتبدلِ

- قد حالت الأحوال مذ عهد الصّبا*** إلا الوفاء يظل لم يتحولِ

- وأنا وأنت على الوفاء مقامنا*** يا أمّ بشر.. كالزمان الأولِ

ها قد رحلت ويبقى الحب الذي زرعت ، والعلم الذي نشرت ، والروح والقلب ، والحنين والحبّ إلى أمة بحاجة إلى كلّ واحد أسد :

- حبيبتي ، لا أرى الدنيا وأسمعها *** إلا خلالك ، أنت السمع والبصرُ

- أعطيتني كلَّ ما اشتاق الفؤادُ له*** فذنب دنياي بعد اليوم مغتفرُ

أيها الأسد المحبوب فينا ، إن العين لتدمع ، وإنّ القلب ليحزن ، وإنّا على فراقك يا ناصر الدين لمحزونون ، ولا نقول إلا ما يرضي الربّ : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، رحمك الله ، وجعلك في جنات النعيم .

* طالبك المخلص : الدكتور ظاهر محمد الزواهرة .

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات