ابن فضلان

تم نشره الإثنين 01st حزيران / يونيو 2015 02:06 صباحاً
ابن فضلان
د.موفق محادين

تكمن أهمية المسلسل التلفزيوني »سقف العالم« الذي اخرجه نجدة انزور، في انه يريد ان يؤكد ان افضل رد على الاختراقات اليهودية لصحافة الدنمارك عبر الرسوم المسيئة المعروفة للرسول والاسلام، تحري دلالات البداية والنهاية في المدينة نفسها: كوبنهاجن.. فمقابل ما تتمتع به كل الدول الاسكندنافية من تقدم وتمدن، وما يعيشه العرب من تخلف وتأخر، فقد كانت الصورة قبل عشرة قرون مختلفة تماما، وذلك باستناد المسلسل الى مخطوطة الرحالة والسفير العربي ابن فضلان، فمن هو هذا الرحالة وما هي مخطوطته..
عاصر ابن فضلان الخليفة العباسي المقتدر بالله (908-932م) الذي كان قد تسلم رسالة من ملك البلغار يسأله فيها ارسال بعثة تساعده في بناء حصن منيع ضد دولة الخزر التي تحولت الى اليهودية.. وقد قام الخليفة بتكليف ابن فضلان لرئاسة هذه البعثة؛ حيث تكشف مخطوطة ابن فضلان عما هو اوسع من هذه البعثة، فقد شملت رحلته بلاد خراسان وخوارزم والافغان والترك والبلغار والروس والدول الاسكندنافية بما فيها الدنمارك.
وقد تميزت المخطوطة بروح المقارنة بين المستوى الحضاري المتقدم للدولة العربية الاسلامية وبين الانحطاط الحضاري الذي ميز البلدان المذكورة في تلك الفترة.. فأهل خوارزم هم اوحش الناس كلاما وطبعا.. والاتراك آنذاك كانوا وثنيين يعبدون آلهة ذكورية وكانوا قذرين، اما الاتراك الغزية "من الغز" فقد كانوا يخشون الاغتسال، وكانوا لا ينحرون الحيوانات بل يضربونها على رأسها حتى الموت، كما كانوا يعقرون الدواب على قبور اصحابها..
اما البلغار والروس فكان رجالهم ونساؤهم يغتسلون بصورة جماعية في الانهار، وكانوا يضعون القاتل في صندوق مسمر، ويقتلون الزناة بالفؤوس.. والاسوأ من كل هؤلاء الخزر "الدولة المتهودة" فبالاضافة لقذارتهم واشتغالهم بالربا فقد كان للخاقان الذي يحكمهم 25 امرأة و60 جارية ولا يجوز النظر له وعندما يقتل عندما يبلغ الاربعين يقتل الذين قاموا بدفنه حتى لا يعرف احد قبره.
اما اهل اسكندنافيا "النرويج، الدنمارك، السويد" فيشتركون مع الاخرين بالقذارة والاغتسال النادر الجماعي للرجال والنساء، كما كانوا مشهورين بقتل خصومهم بصورة متوحشة.. وعندما يموت حاكمهم يوضع في سفينة مع النبيذ وبعض الحيوانات ويحرق حتى يتجاوز جهنم.. وثمة اشياء كثيرة لا تقال عن عادات هذه الشعوب، والمهم من كل ذلك في مخطوطة ابن فضلان ابرازها الفرق الكبير بين الثقافة العربية الاسلامية الرفيعة آنذاك وبين الحياة البدائية المتوحشة للبلدان التي زارها.

(العرب اليوم 2015-06-01)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات