"نابليون فلسطين" هو الحل

تم نشره الإثنين 01st حزيران / يونيو 2015 02:08 صباحاً
"نابليون فلسطين" هو الحل
أسامة الرنتيسي

التعاطي مع الموضوع الفلسطيني سياسيًا، والاشتباك مع الإسلام السياسي، لا يختلفان عن حمل كيس فحم على الكتف، فمهما حاول الحامل تجنب "الشحبار" اسودت رقبته بلا ريب.
في الموضوع الفلسطيني، إذا انتقدت حماس فأنت ضد المقاومة، ومع "الزمرة في مقاطعة رام الله"، وبالتالي فأنت مع فتح، وإذا كان الانتقاد لفتح والسلطة وأبي مازن، فأنت مع "ملالي غزة" وأجندات خالد مشعل.
لكن ما علينا.. فكلما تم تضييق الخيارات في وجه الفلسطينيين، بعد الشلل الذي أصاب السلطة من جراء انسداد أفق التسوية، وتهديدات محمود عباس بحلها، وبقاء غزة في سجنها الكبير، وانكشاف فضائح جديدة، ترتفع أسهم القيادي مروان البرغوثي، الذي حكمت عليه محكمة إسرائيلية في عام 2004 بالسجن مدى الحياة، بعد عامين على اعتقاله، وكان للجاسوس ابن القيادي في حماس حسن يوسف دور في اعتقاله، بتهمة ضلوعه في قتل إسرائيليين خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
البرغوثي، الذي يصفه الفلسطينيون بأنه "نابليون فلسطين"، نسبة إلى قِصَر قامته، وذكائه السياسي الحاد وطموحه الكبير، شارك في كثير من مؤتمرات السلام التي انعقدت بين أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني ونظرائهم الإسرائيليين، بعد اتفاقات أوسلو التي سمحت له بالعودة بعد أن كان مبعدا إلى الأردن، حيث أمضى فيها سبع سنوات حتى عام 1994.
اشتهر البرغوثي بقوله: إن الفلسطينيين "جرّبوا سبع سنوات من الانتفاضة بلا مفاوضات، ثم جرّبوا سبع سنوات من المفاوضات بلا انتفاضة، وربما عليهم أن يجربوا الاثنتين معا"، كما أكد أكثر من مرة أنه يعارض قتل المدنيين الإسرائيليين، لكنه يرفض إلقاء السلاح من جانب واحد.
البرغوثي الذي يتمتع بشعبية لا مثيل لها في الأراضي الفلسطينية، كان قد فاز بعضوية المجلس التشريعي للمرة الثانية وهو داخل السجن، وسحب ترشحه لانتخابات الرئاسة الفلسطينية محافظة على الوحدة، برغم أن استطلاعات الرأي كانت تصب في مصلحته.
كما لعب دورا محوريا، من سجنه، لتوحيد الفصائل الفلسطينية في عام 2006، ويحج إليه مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون للحصول على دعمه لمبادراتهم السياسية بسبب شعبيته الطاغية في الأوساط الفلسطينية.
كلما يضيق الخناق على الفلسطينيين اكثر، يتوسع الحديث عن تأييد حكومات أوروبية وعربية لإطلاق سراح البرغوثي ليساهم في توحيد الفلسطينيين، وينهي حالة الانقسام بين فتح وحماس، وبين الضفة وغزة.
لقد ملّ الفلسطينيون والعرب والعالم مظاهر الشقاق الفلسطيني، وبات الانقسام أمرا يُعطّل كل شيء، ويتحمل جزءا من مسؤولية انغلاق أفق التسوية، كما يتحمل المسؤولية عن حالة اليأس التي يعيشها الفلسطينيون.
تهديدات محمود عباس بحلّ السلطة، وتهديداته السابقة بالاستقالة وعدم الرغبة في الترشح من جديد، وهي على كل حال ليست صحيحة بنسبة احتمال تصل إلى 100 %، وتوقف مشروع حركة حماس عند "إمارة غزة"، فرصة في مواجهة الفلسطينيين للبحث عن قيادة جديدة، يُعتقد أن البرغوثي سيكون على رأسها، إن عاجلا أم آجلا.

(العرب اليوم 2015-06-01)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات