تعليقات اقتصادية متهافتة

تم نشره الأحد 07 حزيران / يونيو 2015 02:14 صباحاً
تعليقات اقتصادية متهافتة
د. فهد الفانك

تحولت بعض التعليقات الاقتصادية إلى كليشيهات مكرورة فقدت معناها من كثرة الاستعمال.

الفقر والبطالة وغلاء المعيشة ثلاثية يرددها ميسورون لم يعرفوا الفقر، وعاملون لم يجربوا البطالة، وهم يؤكدون ارتفاع تكاليف المعيشة حتى عندما يكون التضخم سالباً، فأسعار المستهلك هبطت بنسبة 1% عما كانت قبل سنة بفضل انخفاض أسعار البترول. وأسعار الخضار والفواكه على باب المزرعة هبطت بنسبة 6ر15% بسبب إقفال أسواق التصدير لأسباب أمنية.

مقولة ثانية يتمسك بها المعلقون لإعطاء الانطباع بانهم يفهمون ما وراء الحقائق هـي الرد على نسب النمو والاستثمار والتنمية بأنه لا قيمة لها لان المواطن لا يشعر بها، وليس معروفاً كيف ُيقاس شعور المواطن عندما يكون الاقتصاد ناجحاً ونامياً.

مقولة ثالثة للمعلقين يؤكدون من خلالها فشل السياسات الحكومية في القضاء على الفقر والبطالة واجتذاب الاستثمارات وتحسين مستوى المعيشة. ولكنهم لا يقولون ما هي في رأيهم السياسات المطلوبة لتحقيق هذه الاهداف التي يعتقدون أن الحكومة عجزت عن اكتشافها أو فشلت في تطبيقها.

وأخيراً تم اللجوء إلى المديونية كدليل على أن الأمور تسير بالاتجاه الخاطئ، وهذا صحيح شريطة أن يعترف النقاد بالأسباب التي تكمن وراء المديونية، فهي نتيجة وليست سبباً. لكنهم لا يجرؤون على الاقتراب من تلك الأسباب مثل دعم الكهرباء والماء والخبز والأعلاف وتضخـم رواتب التقاعد، لأن المساس بهذه الأسـباب ليس له شعبية، فهم في الواقع طلاب شعبية يرفضون المديونية ويقبلون أسبابها.

الأردن يعاني من الفقر والبطالة. هذه حقيقة ولكن هناك حقيقة أخرى هي أن ظروف الأردن المحلية والإقليمية تفرض أن يكون الفقر أكثر انتشاراً، والبطالة أعلى معدلاً، فأين هو المجتمع الذي يتضاعف عدد سكانه سبع مرات خلال جيلنا نتيجة اللجوء الفلسطيني والعراقي والسوري في بلد لا بترول فيه ولا ماء؟.

ما حدث في الاردن على صعيد الاقتصاد معجزة إذا نظر إليه في ضوء الظروف الصعبة والموارد الشحيحة وأحداث المنطقة.

على من يرفع شعار الفقر والبطالة وارتفاع تكاليف المعيشة أن يتفضل علينا بتحديد الإجراءات والسياسات التي دلت دراساته على أن من شانها القضاء على الفقر والبطالة وإعادة الأسعار إلى ما كانت عليه في الماضي السعيد واجتراح وسائل تمويل العجز بغير الضرائب والديون.

(الرأي 2015-06-07)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات