لِمَ لا نتعلم من الحكومة الكويتية؟!

تم نشره الأحد 14 حزيران / يونيو 2015 01:21 صباحاً
لِمَ لا نتعلم من الحكومة الكويتية؟!
أسامة الرنتيسي

لافتة للنظر، طريقة التفكير والتخطيط التي تتمتع بها الحكومة الكويتية، على يدي رئيس وزرائها الهادئ الحازم، الشيخ جابر المبارك الصباح. ففي بداية الانخفاض الكبير الذي اصاب اسعار النفط، خرج الشيخ جابر برؤية واضحة؛ ان انخفاض أسعار النفط أمر يدعو للقلق، لكن يجب ألا يصيب الكويت ـــ التي تعتمد عليه بشكل كبير ـــ بالرعب.

والسبب برأي الشيخ جابر: "أن الحكومة اتخذت العديد من الإجراءات التقشفية التي لا تمس محدودي الدخل"، لأن "انخفاض أسعار النفط أمر متوقع، مثل الارتفاع، فالنفط سلعة يتحكم بأسعارها العرض والطلب والأحداث الجيوسياسية. ونحن في الكويت نتفهم قلق الناس، انما لا نريد ان يصابوا بالرعب نتيجة الانخفاض".

المسؤول الأول لأغنى حكومة عربية يقول: إن حكومته احتاطت لمثل هذا الانخفاض منذ زمن بعيد، ونوعنا مصادر الادخار والدخل، واليوم أصبح ترشيد الإنفاق أمرًا لا بد منه مع عدم المساس بأصحاب الدخل المحدود والمتوسط.

تذكرت هذا الكلام والرؤية والتخطيط، وقلته مباشرة لرئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور في آخر لقاء له مع رؤساء تحرير الصحف اليومية، وقارنت طريقة تفكير حكومتنا بطريقة تفكير الحكومة الكويتية، وتذكرته أيضا وأنا أراقب ما فعلته حكومتنا، التي لا تخطط إذا ارتفعت اسعار النفط أو انخفضت، إلا باعادة تسعير المحروقات على المواطنين، والتفكير فقط باعادة تنظيم الدعم الذي تقدمه الحكومة، وآخر شيء التفكير باعادة النظر في آلية دعم الخبز.

أول هذه القرارات التي اتخذها الشيخ جابر المبارك خفض مصروفات ديوان سموه، وتقليص بند المهمات إلى النصف، وخفض باب الهدايا من 9 ملايين دينار كويتي (نحو 30 مليون دولار) الى مليونين.

هذه العقلية التي يُكرّسها الشيخ جابر المبارك المعروف عنه نظافة اليد، والحزم، التي تفكر بحماية المال العام هي التي نحتاجها في بلادنا، وفي البلدان التي تشبهنا في الفقر، وكيف يتم صرف الاموال فيها، والبذخ غير المحبب على اوجه غير منتجة، وعلى مؤتمرات لا يخرج عنها سوى البيان الختامي ليصل الى الارشيف فقط. اموال تصرف هدايا بالملايين، وملايين اخرى لتحسين الاحوال والقصور، واخرى بدل خدمات وكسب الولاءات.

في الكويت قضية أخرى لافتة للنظر اسمها "سعة الصدر السياسية"، فقبل نحو شهر انضم الى الحكومة الكويتية وزير جديد جاء تعيينه بقرار من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، حيث تم تعيين الدكتور يوسف العلي وزيرًا للتجارة والصناعة، وهو القريب من جماعة الاخوان المسلمين، وله رأي مختلف عن رأي الدولة الكويتية في ما وقع في مصر،

حيث يسمي الوزير ما حدث في مصر انقلابا، وينتقد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وهو الموقف الذي استغلته جماعة الاخوان المسلمين ولا تزال حتى الآن، وتحاول ان ترمي الشَّرَك بين الكويت ومصر، وتزعم ان الموقف الكويتي يتجه نحو الانسجام مع الموقف السعودي غير المتحمس للسيسي، مثلما تنشر ذلك وسائل الاعلام المحسوبة على الجماعة في كل مكان. وهي تعرف جيدا ان القرار ربما يكون عاديا، ولا علاقة له بسياسة الكويت الخارجية خصوصا أن المنصب الذى تولاه العلي لا يُعنى بالشؤون الخارجية كثيرا.

(العرب اليوم 2015-06-14)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات