العبادي للمدينة نيوز : هذه هي قصة الـ 37 دينارا وخطتي لتعيين الأئمة ومعاناة الوزارة المالية

المدينة نيوز – خاص – وصل المدينة نيوز الرد التالي من معالي وزير الأوقاف الدكتور عبد السلام العبادي يوضح فيه عددا من النقاط التي تناولها تقرير لنا نشر بعنوان : " هل غضب الرفاعي من وزير الأوقاف بسبب 37 دينار وشى بها أبو حمور " وإذ نشكر معاليه على هذه المتابعة لنأمل من بقية أعضاء مجلس الوزراء الموقر التواصل مع المواطنين وإيضاح القضايا الموثقة التي ننشرها كل عن وزارته ، تعميما للفائدة ولكي لا تظل الأمور في غياهب الغيب والظن ، وألف تحية للوزير العبادي الذي أثبت انه أهل لوزارة تعنى بالشأن الإسلامي ، وتاليا رد معاليه :


السادة موقع المدينة نيوز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
إشارة إلى ما نشر على موقعكم بتاريخ 4/4/2010 بعنوان هل غضب الرفاعي من وزير الأوقاف بسبب (37) دينار وشى بها ابو حمور .
أرجو أن أبين لكم بداية حرص الوزارة الاكيد على الالتزام بالقوانين والأنظمة في جميع مجالات عملها ودوائرها المختلفة ارضاء للمولى عز وجل ثم تنفيذا لتوجيهات صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم في كتاب التكليف السامي للحكومة وبخاصة أمر جلالته بالحرص على مبدأ الشفافية ومبدأ المساءلة خدمة للوطن والأمة.
أما مبلغ الـ (37) دينارا الذي قررت الوزارة إعادته للحجاج فهو عبارة عن مستحقات للحجاج ظهر استحقاقهم لها بعد أن تبين عند تقديم التقرير المالي النهائي عن الموسم الماضي لمجلس الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية ان المبالغ التي دفعت فعلا أقل بهذا القدر عن الاموال التي حصلت من الحجاج وقد وافق المجلس على اعادتها لهم بناء على تنسيب الوزير.
وان دولة رئيس الوزراء الافخم ومعالي وزير المالية كانا مع الحق ومع اعادة الحقوق لاصحابها ولم يترددا في ذلك وافتراض اعتراضهما على ذلك من موقعكم مستغرب ومخالف للواقع.
ونحن اذ نشكر موقع المدينة نيوز على اهتمامها بقضايا وشؤون الوزارة واشكره شخصيا على التقدير والإشادة وكذلك على التنبيه الى وجود ثلاثة آلاف مسجد بدون أئمة فاننا نقول ان هذا ما أشارت اليه الوزارة من خلال الاحصائية التي اصدرتها قسم الاحصاء في الوزارة بتاريخ 15/12/2009 أي عن الفترة قبل تشكيل حكومة دولة السيد سمير الرفاعي والذي كان بتاريخ 14/12/2009 وأرفق لكم نسخة منها .
وقد استغربت أيّما استغراب عندما اطلعت عليها ان الاحصائية تشير إلى وجود أعداد كبيرة من المؤذنين وخدم المساجد ظهر عند التدقيق أنهم يزيدون عن حاجة المساجد بحوالي (426) مؤذنا وخادما وقد نبه لذلك لاحقا ديوان المحاسبة كما ان عدد الواعظات اللواتي عين مؤخرا يزيد عن (600) واعظة وذلك على حساب شواغر أئمة المساجد وقد اضطرت الوزارة لإجراءات لاحقة لمعالجة هذا الخلل الكبير والذي يعكس عجزا في الموازنة ويشمل رواتب المؤذنين والخدم وكلف التيار الكهربائي للمساجد بمبلغ جاوز السبعة ملايين دينار والوزارة في هذه الظروف المالية الصعبة تحاول معالجة الأمر وبصعوبة بالغة .
وانتم في المدينة نيوز تعلمون حجم العجز في موازنة الدولة لعام 2010 لذلك لا بد من المعالجة التدريجية لهذا الموضوع وبصورة تبقى معها المساجد على ثرى وطننا العزيز منارات علم وخير وهداية ونعلمكم أن الوزارة وضعت خطة لتكليف (500) خمسمائة امام مؤهل هذا العام على حساب صندوق الدعوة ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيننا على ملء جميع الشواغر في المساجد بالأئمة المؤهلين هذا مع العلم انه وبفضل من الله يتم سنويا بناء أكثر من (150) مسجدا في المملكة .
هذا وان كنا نأمل من المدينة نيوز وغيرها من المنابر الإعلامية ان تكون قد انتبهت لهذه المشكلة بشكل مبكر للاستعجال في معالجتها او التخفيف من اثارها .
كما كنا نأمل ان يتم في وقت سابق في الوزارة اعطاء الأولوية لتعيين الائمة المؤهلين وليس المؤذنين والخدم والواعظات على حساب شواغر الائمة في المساجد خاصة ان العدد الذي عين كبير ولم يكن هناك مجال لاستيعابهم وكان الاولى تعيين ائمة مؤهلين .
اما اذا سألتم عن خطة الوزارة في معالجة هذا الامر وملء الشواغر في المساجد من المؤهلين والذي جميعنا مهتم به وهو من الأولويات فنقول :
1- ان المعالجة الجذرية تحتاج الى مبالغ كبيرة وان تعيين ثلاثة آلاف من حملة بكالوريوس الشريعة يحتاج الى مبلغ ستة ملايين وثلاثة وسبعين ألفا ومائتان دينار سنويا، كما يلي :
أ‌- 3000 × 175 دينار × 12 شهر = 6.300.000
ب‌- مساهمة الوزارة في الضمان الاجتماعي بنسبة 11 %
6.300.000 × 11% = 69300
وهذا الرقم يبين ان تعيين ثلاثة الاف من المؤهلين لملء الشواغر في المساجد يكلف الموازنة نحو (7) ملايين دينار سنويا مع اعادة التذكير بانه يتم سنويا اعمار اكثر من (150) مسجد وهذا بحد ذاته يحتاج الى موازنة قدرها ثلاثمائة وخمسون الف دينار سنويا وبشكل دوري ... فلا يمكن للحكومة ان تقدم هذا دفعه واحدة للوزارة بالإضافة الى العجز الموجود في موازنتها والذي بينا ان يصل الى سبعة ملايين دينار ولذا لا بد من المعالجة التدريجية التي نرجو أن يعين الله سبحانه على تحقيقها .
ولذا تضع الوزارة من أولوياتها تفعيل صندوق الدعوة وجمع التبرعات له بالاضافة الى استحداث عدد من الشواغر في الموازنة في العام القادم للتخفيف من اثار هذه المشكلة ، ونسأله سبحانه ان يوفقنا في القيام بهذه المهمة الصعبة .. والله ولي التوفيق .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلاميــة
الاستـاذ الدكتور عـبـدالـسـلام الـعبـادي