علاقات ممتازة

في مؤتمره الصحفي المختصر سئل وزير الخارجية ناصر جودة عن طبيعة المرحلة التي تمر بها العلاقات الاردنية مع كل من السعودية والسلطة الوطنية الفلسطينية.
اجابة الوزير كانت مغرقة بالدبلوماسية فقد وصف العلاقات بالممتازة وهي «ليست كذلك»، ولعلي اتفهم ما قال على اعتبار انه جزء من عمله التلطيفي.
شخصيا اتمنى ان تكون العلاقات ممتازة بين عمان والرياض، وبيننا وبين رام الله، فالظرف العربي مجنون ودقيق ولا يحتمل الا رفع كفاءة التنسيق والتعاون.
الامنيات امر والحقيقة امر آخر، فالعلاقات مع الاشقاء السعوديين تعيش مرحلة تباينات واضحة قادت للبرود اولا ومن ثم لنضوب في سيولة المساعدات.
لو كانت العلاقات ممتازة لما كان باسم عوض الله هو الشخص المختار ليزور الرياض ويضع المطالب الاردنية على طاولة الملك السعودي.
هذه العلاقة لم تتغير الا بعد تولي الملك سلمان للحكم وهنا تبدلت اولويات الرياض وهو ما جعل عمان تقف على اولوياتها دون استجابة للتغيير فكان التعارض وسوء الفهم.
السعودية اعادت تعريف اولويات تحدياتها وانطلقت من ان ايران ومشروعها هو التهديد الاول بينما الاردن ترى وتطالب بجعل الارهاب وتنظيم الدولة اولوية لها.
عمان لا يعجبها ايضا انسحاب الرياض من استهداف الاسلام السياسي كما انها غير متحمسة لتحالفات السعودية الجديدة مع تركيا وقطر.
كل ما سبق يعد مبررا للبرود في العلاقة الاردنية السعودية ومع هذا تبقى العلاقة حية ومهمة واستراتيجية وهذه قناعة لدى الطرفين.
على الجانب الآخر لم افهم سبب برود علاقتنا بالسلطة الفلسطينية مع تقديري ان بدايات الجفاء جاءت مع نشاط السلطة في المنظمات الدولية او لعله الخفاء الذي اخفى اوسلو وقد يخفي غيرها.
(السبيل 2015-06-15)