وزير الخارجية .. خيط حرير على حيط خليل

المدينة نيوز - خاص - محرر الشؤون السياسية – : ندرك يا معالي الوزير أن تعيين الدبلوماسيين من اختصاصك تنسيبا ومن مجلس الوزراء تقريرا ، وقس على ذلك الملحقين الدبلوماسيين ، وأن من اخصاصاتك أيضا عقد المسابقات الجديدة لوظيفة " ملحق دبلوماسي " وغير ذلك من شؤون تتعلق بالوزارة على صعيد الإختصاص ، ولقد قرأنا بتمعن الأسماء التي نسبت بها لمجلس الوزراء ، ولا مجال حاليا لمناقشتها واحدا واحدا ونحن قادرون على ذلك إن أردنا ، لنتبين هل تم تجاوز أشخاص بعينهم في الترفيعات أو التعيينات هنا أو " برة " ولكل حادث حديث .
الذي نريد ان نطلعكم عليه ولا نظنه يخفى عليكم : أن سفاراتنا في الخارج تعاني " الطفر " بسبب مواردها وموازناتها التي لا تكاد تكفي سائحا أنعم الله عليه بالثراء " المتوسط " لكي لا تقول معاليك أننا طماعون ونضحك من ثغر وسيع بلا قافية وكان يجب على معاليك أن تطالب بمضاعفة موازنة وزارتك السنوية التي لا تكفي أي حوت من الحيتان شهرا في عمان وحدها .
أخطر ما يعنينا يا معالي الوزير هم العاملون في سفاراتنا في الخارج ، فهل أنت تعلم ام لا تعلم – ربما – أن السفارات في الخارج توظف أشخاصا غير أردنيين يسرحون ويمرحون في جنباتها ليل نهار ، بدعوى أن أجورهم أقل من أجور الأردنيين وتكاليفهم لو تم استقدامهم من عمان ..
هذا التبرير لا تستطيع معاليك نكرانه لأنه دأب ُ وزراء الخارجية الذين سبقوك ، ولم يقم اي منهم بالنظر إلى هذا الأمر بعين الفاحص المتمعن الذكي ، فمن يضمن أن لا تطير وثائق سفاراتنا هنا وهناك طالما أن المراسلين غير أردنيين ، والسواق غير أردنيين والعاملين ( نقصد البعض منهم ) غير أردنيين ( لا نتحدث عن موظفي السفارات بل عن العاملين من البلدان التي تتواجد فيها سفاراتنا من خدم وغيره ) .
هل وقف الأمر على بضعة آلاف لكي نجعل سفاراتنا ومراسلاتنا عرضة للإختراق ( المفترض ) لا سمح الله ، ألم يكفكم أن حرمتم الأردنيين في الخارج من التصويت في الإنتخابات النيابية القادمة ، ألم يكفكم أنكم أغلقتم سفارات لنا في عدد من الدول بدعوى الطفر وقلة ذات اليد .
ابدع شيئ فعلته يا معاليك أن كادرك الجديد الذي قرأنا أنك رفعته أو عينته هو من كادر الوزارة أو السلك ، ولقد كنا نعاني سابقا من الذين يسقطون على تعيينات الخارجية بالباراشوت ، نعم لم ينته الباراشوت كما تعلم ، ولكن الامر بعهدك أفضل من غيرك ، مذكرين أن بعض الوزراء السابقين كان يقضيها مع مدير مكتبه في لعبة " خيط حرير على حيط خليل " كما هو شائع ومعروف .
من حقنا أن نخاف من الإختراق ، فبلدنا هو رأسمالنا ، فكما أنه محصن من الداخل والخارج بعيون أجهزتنا الأمنية المحترفة ، يجب أن نركز جيدا على إعانة هذه الأجهزة وتعيين أردنيين في الوظائف المذكورة ليكون محصنا من الإختراق في الخارج بالذات وبالتحديد ومن من ، من مراسلين وسائقين وخدم يعتبرون أخطر من اخطر دبلوماسي يجلس في مكتبه ، وفي التاريخ شواهد من هؤلاء ، والله ثم الوطن والشعب والملك من وراء القصد .