تحركات الملك

يسجل للملك لقاءاته الاخيرة مع قوى اجتماعية واقتصادية يراد منها الاطلاع على شكواهم وحاجاتهم ومن ثم وضعهم بصورة التحديات التي تقف عليها البلد.
لقد التقى الملك مع عشائر البادية الشمالية –وهم الاقرب للحدود السورية– فكانت المصارحة والشفافية التي لم نسمعها ربما من كثيرين.
ثم جاء اللقاء مع السوق المالية ربما لطمئنته ووضعه بصورة الظروف وطبيعتها، فالاقتصاد الاردني يعاني ويحتاج لكل الصيغ والجهود لتسكين أوجاعه وتأجيلها.
في المقابل مع تقديرنا للقاءات الملك نتمنى تكثيفها وخروجها من صندوق إرادة الديوان لتصل الى النقابات والاحزاب والمعارضة وغيرها من القوى الحية والفاعلة.
نعم نحن بحاجة لمسؤول يخاطبنا بوضوح ويشركنا بقلقه الذي تفرضه حالة الجنون التي اجتاحت المنطقة فلم يعد هناك فهم لها ولا قانون.
المطلوب الذي يجب أن تتحدث الينا به الدولة يجب ان يكون واضحا ومحددا حتى نفهم ما يريدون والى اين يتجهون ونعلم ايضا اتجاهاتها في المستقبل.
ندرك ان هناك تحديات وجودية بدأنا نشعر بها وتقلق المسؤولين، ونشعر بقلق يصيبهم تجاه مواقف الناس وهناك عدم يقين عند بعضهم بشأن الشرعية.
من هنا نطالب ان تتكثف اللقاءات وان تكون شفافة وواضحة وتساعد برفع مستوى تحملنا للضغوط السياسية والاقتصادية التي تمليها اولوية الحدود والوجود.
من هنا أقول إن الحميمية مطلوبة اليوم بين الجميع وهي اكثر إلحاحا –ولو بشكل مؤقت ومصطنع– من اجل ان نمر من العاصفة فلننحني ولنتعاضد كي نبقى.
(السبيل 2015-06-17)