الرمادي سقوط أم تسليم

تم نشره الخميس 18 حزيران / يونيو 2015 01:04 صباحاً
الرمادي سقوط أم تسليم
د.موفق محادين

هل سقطت الرمادي وقبلها الموصل بفضل انتصارات وهمية لداعش، ام جرى تسليم المدينتين وما حولهما من صحارى شاسعة لهذا التنظيم الاجرامي التكفيري، وما السر في كل مرة، وراء تكليف عسكريين محددين للدفاع عنهما، حيث صدرت الاوامر بالانسحاب وترك العتاد والعدة كما هي.
وعلى اهمية المعطيات والسياقات والشروط الموضوعية في كل مرة، الا ان ما جرى في الموصل والرمادي وما سيجري من تسليم الانبار برمتها لداعش، هو سيناريو جديد – قديم، اختلفت فيه الادوات وحسب.
اما الهدف الاساسي لكل ذلك، فهو خلق بافر ستيت او منطقة عازلة مدججة بالاسلحة والكراهية والاحتقانات الطائفية، تفصل القوى الصاعدة في اسيا واوراسيا عن شرق المتوسط، اي تفصل ايران وروسيا والبريكس الاسيوي عن سورية وحزب الله في لبنان. وليس بلا معنى ان يتزامن تسليم الرمادي لداعش مع تقدم الجيش السوري وحزب الله في القلمون الذي كان مشروع بافر ستيت اسلامي لم يقيض له النجاح. ويذكر هنا ان تسليم الموصل لداعش، سبق وترافق مع هجوم آخر للجيش السوري وحزب الله في القلمون ايضا. ومن المؤكد ان اي تقدم مماثل للجيش السوري وحزب الله نحو جرود عرسال، سيقابله تسليم المزيد من المدن العراقية لداعش حسب البافر ستيت المنشود.
وهو ما يذكر بما شهدته المنطقة في نهاية سبعينيات ومطلع ثمانينيات القرن الماضي عندما شنت موسكو حملة واسعة على محاولة عزلها وحصارها عبر كامب ديفيد، من جهة وعبر سيناريو حرب النجوم الذي استدعى تهيئة الشرق الأوسط لمسرح واسع من التصعيد.
فمن دعم موسكو للانقلاب العسكري اليساري في افغانستان، الى الترحيب بالثورة الايرانية، الى حث الرئيسين العراقي، احمد حسن البكر، وحافظ الأسد على توقيع مذكرة تفاهم وتعاون (يتبادل الرئيسان فيها الرئاسة والعاصمة ويكلف الدكتور منيف الرزاز بمتابعة الحزب في البلدين).
وقد اعتبرت امريكا وتل ابيب هذا المحور اخطر محور يهدد مصالحها الاستراتيجية (محور افغانستان – ايران – الهند – العراق – سورية – المقاومة في لبنان).
وقد انتهى كل ذلك بتطورات معروفة في العراق وايران وبالحرب العراقية – الايرانية والعدوان الصهيوني على الجيش السوري والمقاومة الفلسطينية في لبنان، ولاحقا بضم (مصر كامب ديفيد) الى مجلس التعاون العربي (العراق – مصر – اليمن – الأردن). كما انتهى بسقوط العسكر اليساريين في افغانستان، وبصعود الاسلام الامريكي المسلح، وخاصة محاولاته اسقاط النظام في دمشق..
وليس بلا معنى ان العديد مما عرف بقادة (جيش محمد ) الاخواني آنذلك هم اليوم في صفوف الجماعات التكفيرية.
وليس بلا معنى ايضا ان العديد من ضباط الجيش العراقي السابقين تركوا البعث وانضموا الى داعش.
ولقد سبق ان كتبت بعد تأسيس داعش في العراق وسورية بأن هذا التنظيم الذي يزعم تمثيل اهل السنة، اوجدته المخابرات الامريكية والاسرائيلية والرجعية نفسها التي أطاحت التفاهم السوري – العراقي القديم، واشعلت الحرب العراقية – الايرانية آنذاك، ووفرت الاجواء للعدوان الاسرائيلي على الجيش السوري في البقاع وعلى المقاومة في الجنوب والضاحية الجنوبية التي انتقلت من المقاومة الفلسطينية الى حزب الله. فالوظيفة هي نفسها بافر ستيت من الحقد والكراهية الطائفية والاسلحة…

(العرب اليوم 2015-06-18)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات