يقتلون الاعتدال ويكافحون الإرهاب

ما جرى في مصر بعد الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي من إجراءات ومحاكمات يثبت أن السلطات هناك تدعو الشباب المسلم الى ترك الاعتدال والإيمان أكثر بالتشدد.
ما جرى أمس من محاكمة لمحمد مرسي وقيادات الاخوان والحكم بالاعدام عليهم يؤكد أن ثمة قصر أفق في عقلية السلطة كما يؤكد احتمالات دخول مصر مرحلة جديدة وعنيفة.
الحكم على مرسي بالاعدام هو حكم على الاعتدال الاسلامي بالاعدام، وهو لا يعني نهاية التدين والذهاب للاسلام فهذه ظاهرة لا يمكن وقفها او الحد منها.
اذًا التدين مستمر ولن يتوقف بينما الاعتدال يتعرض للضرب والتصفية والنتيجة ان يتوجه المتدينون الى التشدد والحل المادي العنيف.
ما جرى في مصر ويجري يشكل بيئة مفرخة للتشدد في كل المنطقة فحشر الناس الى الحائط يجعل منهم اقرب لمنطق الخلاصيين والعدميين.
الحكم بإعدام الرئيس مرسي بل اعدام جماعة الاخوان هو معادل موضوعي لصناعة التطرف وهذا امر –للاسف– لم تدركه تلك القوى التي تزعم انها تكافح الارهاب.
الاستمرار في محاصرة الاعتدال وتحديدا الاسلام السياسي المعتدل سيبقى رافدا للتطرف ولن تستطيع معه كل مقاربات الامن من هزيمته لان مبررات وجوده فاعلة وقادرة.
المشكلة ان الانظمة لم تقتنع بهذه العلاقة والغرب لا زال يغض الطرف ويتجاهل الحقيقة –وكأنه يريد– لذلك نقول من سخرية الزمن قتلة الاعتدال يحاربون الارهاب فهذا غباء مركب.
(السبيل 2015-06-18)