غياب الدعاة في رمضان

المتابع للبرامج الرمضانية التلفزيونية التي تنتجها كبريات شركات الانتاج العربية خلوها من ذلك الحضور المكثف المعهود للدعاة الذين ينصحون ويقدمون المواعظ.
البرامج ركزت اكثر على الدراما التمثيلية الخالية ايضا من البعد التاريخي والديني، فقد تم التحشيد للبعد الاجتماعي والعاطفي وشيء من المسابقات.
هذه التوجهات والاتجاهات ليست اعتباطية فمن المؤكد أن ثمة أسبابا تقف وراء هذه الانعطافة في ميول الانتاج الفني ورأس المال التلفزيوني.
أهم الأسباب باعتقادي أن ثمة رغبة عند هؤلاء لوضع حد للتدين كحالة، ففي السابق كان اعتقادهم ان دعات الشاشات هم ادوات مواجهة التطرف أما الآن فالتدين غير مرغوب به سواء كان معتدلا او متشددا.
هذه النظر نضجت أكثر مع بدء موجات الربيع العربي وانتصار الشعوب ووصول الاسلاميين للسلطة ثم جاءت الثورة المضادة لتقرر ضرب كل ما يمت للتدين بصلة.
من ناحية اخرى تسويقية.. يبدو الدعاة اقل بريقا مما كانوا عليه فهما في اثناء الثورات وبعد الانقلاب عليها فشلوا في تقديم خطاب مقنع للناس وهنا دخلوا في ازمة الثقة وسقطوا باعين الجمهور فأصبحت قصة تسويقهم مسألة خاسرة عند رأس المال الدرامي.
في كلا الحالين الدعاة يتراجعون وممولوهم يقررون عنهم وهذا يثبت ان الدعوة بشكلها الوعظي ستبقى اسيرة ارادة رأس المال وتوجهات الدول وهذا يعني باعتقادي المزيد من التشدد.
(السبيل 2015-06-24)