الحدود الشمالية

أحيانا أطرح على نفسي سؤالا عن مدى نجاعة الاداء الاردني في التعامل مع اضطرابات الوضع على حدودنا الشمالية.
لا أخفيكم انا اشعر بالرضا وبالاطمئنان، فالمقاربة الاردنية واثقة وهادئة وتقوم على منطق حماية حدودنا بطريقة «دفع الشر والصراع» بعيدا عنها.
الاردن غير منفعل وهذه ميزة جيدة، فالأزمة السورية لا تحتاج لكثير من المبادرة بقدر حاجتها الى تربص ومرونة وتثاقل ايجابي.
الدولة تريد ان تشكل لها عمقا آمنا على الحدود الشمالية من خلال تسليح العشائر وتشبيك سكان حوران بالسويداء وربطهم بعمان في علاقة امنية جيدة وتبادلية.
الى الان يبدو أننا ننجز في هذه المسألة وهذا يفسر غضب النظام السوري ومحاولته جرنا الى مساحات لا نريد الدخول فيها.
في المقابل هناك قلق اردني من احتمال سقوط دمشق بشكل مفاجئ، وهنا يأتي السعي الى ترتيب جنوب سوريا بما يتناسب مع مخاوفنا وضمن معادلاتنا الامنية.
السؤال الاهم هنا هل تسمح امكاناتنا بجعل الجنوب السوري عمقا امنا لنا، وهل نملك القدرة على التحرك ضمن هذا المسعى وهل ثمة شروط موضوعية قد تساعد.
لا خيار لنا الا ان نتحرك بقوة نحو كسب ما تيسر من القوى الاجتماعية والثورية في جنوب سوريا فهذا خيارنا الوحيد والاهم.
في المقابل سيكون لجيشنا دور كبير وفاعل في ضبط حدودنا وهذا يتكامل مع الخطة السياسية ومن الضروري تعزيزه بتفهم وصبر ينفذ الى اهالي المناطق الحدودية هناك.
باعتقادي اننا نمر باصعب لحظة امنية في حياتنا وهي تحتاج الى «وقفة وطنية» واعية لا يغلفها التسحيج ولا التشفي فالوطن اهم من الجميع.
(السبيل 2015-06-29)