حرر عقلك

"حرر عقلك" برنامج تلفزيوني رمضاني يومي على قناة الميادين، يستحق المشاهدة والتأمل فيما يقوله ويدعو له عبد العزيز بدر القطان.
ولنا أن نقول إن فلسفة البرنامج ومعده ومقدمه، فلسفة عابرة للمذاهب والتأويلات وخالية من شوائبها واهدافها ووظائفها وادواتها.
فلسفة ايمانية صافية خالصة لوجه الحق والتسامح والموعظة الحسنة، ونزعة البشر للتعايش والاعتراف بالآخر..
فالانسان ليس "ذئب اخيه الانسان"، ولم يولد شريرا بطبعه، ولا عبدا لأقرانه او تحت وصايتهم ايا كانت مذاهبهم، وتياراتهم.
ولنا في قول الخليفة العادل، عمر بن الخطاب، افضل القول في حقيقة الانسان وجوهره "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا".
وغير ذلك، فسنة الكون والخليفة مفطورتان على التعدد والتنوع والاختلاف "قبائل وجماعات شتى". وما من عصبية مذهبية او غير مذهبية تجيز تقرير مصير الناس وتحديد المؤمن من غير المؤمن، والصراط المستقيم من الاعراف وغير الاعراف الا ويخالطها شرك لا ريب فيه.
فكيف اذا ادعت ايضا احتكارا للايمان والحقائق والفرقة الناجية، ونصّبت نفسها ناطقا باسم العناية الالهية، ترسل الناس الى الجنة والنار، فرادى وجماعات عبر السيارات المفخخة والقتل العشوائي.
هذا ما يحذر منه البرنامج المذكور "حرر عقلك" مقتفيا ما درج عليه كبار العلماء وحراس الحق ورسالاته من الذين أوتوا النور الرباني او نور العلم والحضارة، وهم في ذلك سِيّان ما داموا في حضرة الفيض العظيم وتبدياته وتجلياته في "العلم" الذي فاض على الكون، فكان.
وتدفعنا الثقة بوعي الناس ورجاحة عقولهم ضد كل أشكال الاضطراب النفساني والعصبي والاحتقانات الطائفية المريضة، والاصوات المأجورة المبرمجة في دوائر الاطلسيين والرجعيين والتكفيريين والتلموديين، الى انتظار تفاعل اوسع فأوسع مع رسالة البرنامج، بل مع البرنامج نفسه.
ومن المؤكد ان هذه الرسالة ستجد آذانا مصغية وترحيبا واسعا من المشاهدين، واهتمامًا من الوسائل والمنابر الاعلامية العربية والاسلامية المسكونة بهذا الهاجس، هاجس العقل والتنوير، تقربا وزلفى الى الايمان الحق، بالمدبر الأعظم.
ومعاذ الله ان يكون من تدبيره او صفاته التجسيمات والمشبهات الاسرائيلية والوهابية، وتكفير الخلق، وقطع الرؤوس، وفلق الهامات، كما تفعل الايدي الآثمة من عصابات داعش والنصرة وامثالهما.
(العرب اليوم 2015-06-30)