ما وراء العملية الإرهابية

بعيدا عن التفصيلات التي منع القضاء الخوض فيها، فالواضح أن إعلان الاردن عن افشال عملية ارهابية تورط فيها عراقي جندته المخابرات الايرانية يحمل أكثر من رسالة ودلالة.
إن صدقت جنسية المتهم وانتماءاته الطائفية وانحيازاته الامنية فنحن بصدد محاولة سورية ايرانية تجعلنا نعني ومن ثم تتغير عندها مقاربتنا من القضية السورية.
من جهة اخرى هذا يؤكد أن التقارب الذي كان محتملا مع ايران بات بحاجة الى مراجعة عميقة، فالمتبدي ان طهران تريد خلط الاوراق حرصا على مصالحها في الملف السوري.
الحادثة ليست غريبة او محيرة، فالنظام السوري غاضب وحائر وقلق مما يجري في جنوب سوريا، وقد ارسل لنا رسائل كثيرة فيها بعد تهديدي واشتكى علينا في مجلس الامن وها هو يلجأ للعنف وخلط الاوراق.
العملية واضحة الاهداف يريدون منها إلصاق التهمة «بداعش» وهم بذلك يظنون اننا سنقنع بضرورة تغيير موقفنا والذهاب الى قناعة تقول «لا عاقل في سوريا إلا بشار».
الاردن كشف المخطط وهذا دليل على قوة الاجهزة الامنية، وهذا من حظ الاردن كي تعلم كيف يفكر هؤلاء وكي ندرك ايضا كيف نرد ومتى.
أما الدلالة الاهم للمحاولة الايرانية والقراءة الاقرب فهي تقوم على ان النظام السوري يعاني وبدأ يفكر بخلط المعادلات وتصدير الازمات.
من هنا نقول إننا مطالبون بمزيد من الحرص، فنظام بشار يلعب الان في دائرة «ضربة المقفي» وهنا يكمن الخطر ويجب الحذر.
(السبيل 2015-07-08)