حروب «إسرائيل» في سورية والعراق

لم يعد سرا ولا مجالا للشك دور الاستراتيجية (الاسرائيلية) في سورية كما العراق، في ضرب الخطاب والهوية العربية للبلدين وتحويلهما الى كانتونات طائفية وصحوات عشائرية بالاضافة لكانتون كردي.
ومن ذلك تطورات المشهد الراهن الذي يؤشر على ان الاطراف والقوى الاخرى هي في خدمة هذه الاستراتيجية:
1. في الحسكة التي تتشكل من قسمين (كردي) و(عربي – مسيحي) سمحت (القوات الكردية) بتسلل داعش الى الجانب العربي الذي يدافع عنه الجيش السوري. بل ورفضت اسناد الجيش السوري في هذه المعركة.
وعندما تناقلت انباء سابقة خبرا عن تقدم القوات الكردية الى محيط الرقة، اعلن ناطق باسم هذه القوات، انهم ليسوا معنيين بتحرير الرقة التي تسكنها اغلبية من (القبائل العربية) حسب تعبير الناطق.
2. في عين العرب (كوباني) التي يسكنها سوريون من اصل كردي، قال الناطق باسم حزب الشعب التركي (ثاني اكبر الاحزاب التركية) ان داعش تسلل الى المدينة عبر الحدود التركية وبدعم تركي، ونفى الاكراد ايضا ان تكون (جرابلس) السورية مصدر هذا التسلل لان الطريق الوحيد بين المدينتين يمر عبر جسرين على النهر جرى تدميرهما قبل اشهر، وبالتالي فإن رواية المعارض التركي هي الدقيقة.
3. اما على الجبهة السورية الجنوبية، ومقابل التداخلات القومية (عرب – اكراد) والتحالف التركي – الداعشي شمالا، فإن التداخلات التي يديرها (العقل الاسرائيلي) على هذه الجبهة تسعى لان تأخذ اشكالا مذهبية (سني – درزي) واخرى قبلية.
ويشار هنا الى الامتدادات القبلية التاريخية بين عنزة وتحالفاتها ( مطير – عتيبة ) حيث تنتشر الوهابية منذ عقود طويلة، وبين شمر وتحالفاتها.
كما يشار الى العلاقة القوية التي تربط الكتلة الرئيسية في جماعات الاسلام الامريكي التكفيري (النصرة) وأقنعتها واسمائها المختلفة مع (الموساد الاسرائيلي) وما يوفره من تسهيلات لوجستية واستخباراتية ومستشفيات ميدانية، عالجت حتى الان 1600 جريح ، حسب القناة العاشرة (الاسرائيلية).
فكل المعطيات تؤكد ان وجود عشرات الجماعات المصنفة كقوى معتدلة، لا قيمة لها على الارض مقابل جبهة النصرة (الاسرائيلية).
والأهم من ذلك ان جوهر (المشروع الجنوبي) جوهر اسرائيلي يستهدف استكمال تمزيق العراق بتمزيق سورية في اطار كانتونين : جنوبا بدوي صحراوي بين بادية الشمال والانبار، وكانتون درزي وبما يسمح بسيطرة اسرائيلية كاملة على حوض اليرموك وحوض الجولان ثم استكمال هذين الكانتونين باخر كردي عبر الجماعة الاسلامية الاخرى (داعش).
(العرب اليوم 2015-07-08)