أمة.. «استووا»!!

تم نشره السبت 11 تمّوز / يوليو 2015 02:30 صباحاً
أمة.. «استووا»!!
رشاد ابو داود

من شدة الوجع رقص زوربا اليوناني رقصته المشهورة . ومنذ تلك الرقصة ظل اليونانيون يتوجعون بفرح ويفرحون بوجع يخفونه داخل جلدهم وفي زرقة عيونهم المتوسطية!! . ففي عمرهم الطويل ثمة حضارة اغريقية سبقت حضارة الفايكنغ المتوحشين وروما التي كانت كل الطرق تؤدي اليها الى ان احرقها نيرون قائلاً: « عليّ وعلى اعدائي».
اليونان الحديثة ظلت تعض على الفقر باسنان من كرامة وقالت: (لا) لأوروبا التي تريد مساعدتها وانقاذها من الانهيار مقابل ان تقع تحت سيطرتها والتحكم في حياة شعبها . وان تضغط حكومتها على الشعب وتعري جيوبه من رزق يومه لتقرر اوروبا سعر الماء و الكهرباء وفنجان القهوة وسعر الوردة . وبالتالي يفقد الشعب كرامته وتفقد الحكومة استقلالية قرارها ويدور الجميع حول بعضه وحول نفسه ويقع فاقداً نفسه مغشياً عليه .
ليس بيننا نحن العرب زوربا ليؤدي رقصة الوجع بكرامة .ولا بيننا من يقول لا للمتربصين بامتنا . حتى في الصلاة لم نعد متراصين، اصبحنا مذاهبَ وشيعاً وفرقاً لا نختلف فقط بل نقتل بعضنا شنقاً وذبحاً وقصفاً . نحن ضحايا الفتنة وقتلة انفسنا .اصبحنا امة «غودو» الذي يأتي ولا يأتي . أدمنا الانتظار حتى ملّ الانتظار منا وتركنا على هامش الامم نلوك مجدا كان، ونمضغ الهواء . فارغين من الفعل والفكر ، باطنيين نتقن اخفاء ما نضمر، ولا نجرؤ على ذكر الحقيقة، اصبحنا على الهامش مهشمي الارادة .
نسينا دمنا العربي الحر ونسينا ديننا . تشبثنا بالقشور وأهملنا الأصل والجذور .
كم تعجبني قصة الجنرال الاميركي الذي التقاه شاب عربي في دولة اوروبية . راح الجنرال يفاخر بحضارة وعلم بلاده وانضباطية جيشها . فقال له الشاب : كم وقتاً تحتاج لتجمع جنودك الالفين بطابور الصباح في هذه القاعدة ؟ اجابه الجنرال بفخر : خمس دقائق . نطلق الزامور، يخرج الجنود من ثكناتهم ، يصطفون في الطابور ، يمر عليهم الضباط، يرتبون الصفوف و...تبدأ مراسم الصباح .قال له الشاب: وهل تستطيع ان ترتب طابورا من ثلاثة ملايين شخص بكلمة واحدة . ضحك الجنرال وقال له : طبعاً مستحيل . فتح الشاب جهاز الكمبيوتر، ومن اليوتيوب اظهر موسم الحج في مكة المكرمة وقال له انظر. أذن المؤذن للصلاة قال امام الحرم المكي كلمة : استووا . فاصطف المصلون بلحظة كتفا الى كتف، ثم ادوا الصلاة خلف الامام.
اين نحن الان من ما كنا فيه . لقد فسدنا وأفسدنا . ظلمنا أنفسنا لاننا نسينا عروبتنا وديننا ولم نعد نصطف طوابير الا امام الغرب الذي سرق نفطنا وامننا ووظفنا لديه حراساً على خيبتنا !!

(الدستور 2015-07-11)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات