التضخم الأساسي 4+ر1%

انخفاض أسعار المحروقات إلى النصف تقريباً أدى إلى إنقاص كلفة النقل في سلة المستهلك الأردني بنسبة 5ر14%. وبما أن وزن قطاع النقل في سلة المستهلك يعادل 6ر13% ، فإن تأثير هذا البند خفـّض الرقم القياسي الكلي لتكاليف المعيشة بنسبة 97ر1%.
في الوقت ذاته انخفضت كلفة الإنارة بنسبة 4ر4% ، وبما أن هذا البند يشكل حوالي 57ر0% من نفقات المستهلك ، فإن تأثيره على سعر مجمل سلة الاستهلاك يبلغ 03ر0%.
بذلك يكون مجموع التخفيضات على الرقم القياسي لتكاليف المعيشة عن الشهور الستة الأولى من هذه السنة بسبب أسعار المحروقات 2%.
لكن الرقم القياسي الكلي لتكاليف المعيشة خلال النصف الاول من السنة انخفض بنسبة 61ر0% مما يعني أن أسعار العناصر الأخرى من تكاليف المعيشة ، أي الغذاء والملابس والمساكن والسلع والخدمات الأخرى لا بد أن تكون قد رفعت الرقم القياسي بنسبة 39ر1% ، وهو رقم التضخم الأساسي ، أي بعد استبعاد الموضوع الطارئ (المحروقات) الذي لا يمثل اتجاهاً.
هذا الرقم الأخير هو معدل التضخم الحقيقي أو الأساسي الذي تعتمد عليه السلطات المالية والنقدية في رسم سياساتها ، دون أن تقف طويلاً أمام الرقم السالب الذي ظهر في الإحصاءات ويعود لأسباب خارجة عن نشاطات وفعاليات الاقتصاد الأردني.
يتفق هذا الرقم المعدل مع توقعات صندوق النقد الدولي بأن التضخم الجاري في الأردن هذه السنة إيجابي بنسبة تقل عن 2%. ويؤيده ما تلاحظه ربات البيوت من ارتفاع طفيف في الأسعار بالرغم مما تدل عليه الإحصاءات من انخفاض.
حتى لو كان التضخم الحقيقي في حدود 39ر1% موجب فإنه يبقى تضخماً معتدلاً ، يؤشر إلى استقرار في الأسعار والنشاط الاقتصادي ، ولا يدعو السلطات النقدية والمالية لإحداث أي تغيير في سياساتها.
حساب التضخم للأغراض الاقتصادية عملية مركبة ، لكثرة العوامل التي تدخل في الحساب ، وقد تناولنا واحداً من هذه العوامل وهو سعر البترول ، ولكن هناك عوامل أخرى لا تقل أهمية مثل سعر صرف الدينار مقابل العملات الأخرى وخاصة اليورو والين ، مستوى أسعار المستوردات الأجنبية ، أسعار الفائدة ، مستوى النشاط الاقتصادي العام ، والتغيرات الموسمية وخاصة فيما يتعلق بالمواد الغذائية كالخضار والفواكه واللحوم والألبان.
(الراي 2015-07-14)