التصدي لإيران.. ماذا عن إسرائيل

حسب ما نشرته الزميلة جريدة الغد (عدد 10 تموز) الحالي، فقد اكد وزير الخارجية السعودي (ان الاردن حليف للسعودية، وشريك مهم لها في التحالف لدعم الشرعية باليمن، وبمواجهة التطرف والارهاب، وبدعم المعارضة السورية المعتدلة وعملية السلام، وبالتصدي لايران، وامور سياسية وامنية وعسكرية) لم يذكرها الوزير.
وذلك مفهوم ومعروف فيما يخص السياسة السعودية ومصالحها ونظرتها لما يجري في المنطقة، بما في ذلك العلاقة السعودية المتوترة مع ايران ودورها في الصراع اليمني.
وبالمقابل هل وصلت العلاقات الاردنية – الايرانية، الى مستوى من الخصومة جعلت الجبير يتحدث عن شراكة سعودية – اردنية في التصدي لايران، وما هي اوجه الصدام بين البلدين، وما هي المقاربات والوسائل المطلوبة لمعالجة ذلك.
واذا لم تكن هناك اي اشكالات تستدعي هذه الدرجة من الخصومة، فما هي مصلحة الاردن في ذلك، اذا عرفنا ان التحالفات الاقليمية والدولية ليست مطلقة، ويمكن ان تتحالف مع عاصمة في قضية وتختلف معها في قضية اخرى، وليس من حقك او حق اية عاصمة ان تفرض عليك مصالحها وتحالفاتها.
وهناك قضية اخرى تتعلق بالوشائج التاريخية الخاصة التي تجعل من آل البيت فوق الاصطفافات المذهبية، سواء كانت سنية – شيعية أو شافعية – زيدية، مقارنة بالتجربة السعودية التي تحالفت مع الوهابية ثم اصطدمت معها في معركة السبلة 1929 وشيدت لنفسها مقاربات سياسية خاصة معروفة للقاصي والداني..
ولنا ان نسأل اخيرا، اذا كانت العواصم حرة باعتبار ايران خطرا يهدد مصالحها بهذه الدرجة او تلك، ولا سيما في ضوء اقتراب الملف النووي من نهايته، وهو عند بعضهم المحرك الاساسي للقلق الملحوظ من صعود ايران كقوة اقليمية كبرى متحالفة مع روسيا والصين ودول البريكس، فأين هو الموقف من الخطر الحقيقي، كما يمثله العدو الصهيوني، الذي لم يشر له البيان المشترك كخطر داهم.
ويشار هنا الى انه اذا كان الخطر الصهيوني المذكور يتهدد الأمة كلها، فإن الأردن في المرمى المباشر لهذا الخطر، وفي مقدمة ذلك التصريحات المعلنة لكل الاحزاب الصهيونية في الحكومة وخارجها التي تتعامل مع الأردن كما الضفة الغربية (كأرض اسرائيلية) يعيش عليها سكان عرب، وتطرح بين الحين والحين سيناريوهات مختلفة لتصفية القضية الفلسطينية عبر الأردن.
وذلك غير الدعم اللوجستي الذي يقدمه العدو للعصابات التكفيرية في الجولان ضد الجيش السوري والمرشح للتعميم ضد الجيش الأردني في أية لحظة.
(العرب اليوم 2015-07-15)