حوار حول النظام التربوي

شئنا أم أبينا فقد تمكن الدكتور محمد ذنيبات وزير التربية والتعليم من خلال قراراته ومواقفه إنتاج حالة من الجدل المفيد حول نظامنا التربوي الحالي. نعم جرت أحداث جسام إبان تولي الرجل حقيبته بدأت بتصريحه الشهير عن أمية القراءة لـ20% من طلاب المرحلة الاساسية.
ثم كانت إجراءاته في ضبط التوجيهي وقد فعل وتلاها انخفاض في نسب النجاح وانكشاف مدارس كاملة أمام الامتحان وهكذا توالت الجدليات والاشكاليات التي ساعدت في بدء الحوار حول جودتنا التعليمية.
لسنا بصدد تقييم ما قام به الوزير لكننا -ربما– لن نختلف على أنه أدخل الوزارة في مرحلة الدينامية بعد أن سكنت طويلا في غياهب الكهف.
«سكن تسلم» لم تعد سياسة سائدة في الوزارة؛ فهناك حركة واضحة على كل المستويات وهناك أخطاء تعطي دفعة لكل من يريد الدخول في الحوار كما أن ثمة تصيدا قد يبدو مفيدا.
في هذه الأجواء كان لوجود نقابة المعلمين فضل آخر وهام فقد شكلت مؤسسة فارقة في الرقابة والنقاش والحوار مع التحفظ على صراعها السياسي مع الوزير.
المهم أننا نشهد اليوم حوارا جادا حول مشاكلنا التربوية وقد بدأ الكتاب المعتبرون نقاشهم حول الأمر، وتحركت مياه راكدة آسنة نتمنى ألا يكون حراكها مؤقتا.
لو لم يكن للوزير من فضيلة إلا تحريك الألم التربوي الذي نعيشه فهذا جيد وكاف، ويمكن البناء عليه على قاعدة العمل من اجل المصلحة العامة.
(السبيل 2015-08-04)