مركبة حمزة منصور سالكة في كل الإتجاهات

المدينة نيوز – خاص – كتب محرر الشؤون المحلية - يستطيع ان يزاوج بين الدشداشة والبدلة، لكنه لا يستغني عن عقاله وكوفيته التي صارت سمة واضحة من ملامح شخصيته الخارجية.
احد ابرز قادة جناح المعتدلين في حزب جبهة العمل الاسلامي وجماعة الاخوان المسلمين، كما يصفه المقربون منه، ولا يجد الشيخ حرجاً في حوار الاحزاب السياسية التي تخالفه الرأي والموقف والاتجاه.
حمزة منصور الذي قاد اكبر الاحزاب السياسية في البلاد في السنوات الماضية، لم يقدم نفسه قائدا للمعارضة، وظلت حركته سالكة في الاتجاهات كلها، بسبب علاقته الطيبة مع الحكومة ورموزها، وفي الحديث عن الاسلام السياسي يقفز اسم حزب جبهة العمل الاسلامي وامينه العام السابق حمزة منصور الذي يحرص على التوفيق بين السياسي والمبدئي.
في احزاب المعارضة يحظى الشيخ باحترام ملحوظ، لذلك عهد اليه رفاقه بقيادة احدى اهم اللجان في تنسيقية المعارضة وهي لجنة حماية الوطن ومجابهة التطبيع التي يقودها منذ عدة سنوات.
المقربون من بيت الحزب يعرفون جيداً ان مشكلة الشيخ حمزة منصور هي في الغالب مع اعضاء البيت الداخلي، وان حجم خلافاته خارج حدود الحزب لا تصل الى حد التساؤل او الخصومات، ولذلك يجد مهمته الاولى في اقناع اخوانه من "الصقور " في بيت الحزب والجماعة، بما يؤمن به من مواقف وقناعات، وهم الذين يملكون القدرة على التأثير ويملكون اسباب فرض اجندتهم، لكن الشيخ ذا الكوفية ينجح دائماً في صياغة الموقف والقرار الذي يرضي جميع الاطراف.
تعدت علاقات الشيخ حدود الوطن، وصار اسمه علامة جامعة لدى مكونات التيار السياسي الاسلامي داخل الاردن وخارجه، ومن هذا الفهم لا يتبرأ الرجل من علاقة حزبه بحركة حماس او تداخل هذه العلاقة مع جماعة الاخوان في كل مكان، او حتى في علاقته مع حزب الله، في وقت شغل فيه موقع نائب رئيس الرابطة الدولية للبرلمانيين المدافعين عن القضية الفلسطينية.
رغم محاولته ارتداء ثوب الصقور في بعض علاقاته احيانا، الا ان ابا عاصم يظل الاقدر على ادارة دفة الحوار مع الآخرين، ويمكن للحكومة ان تحاوره عندما تتأزم الامور في الشارع السياسي، او يلجا اليه "رفاقه " في المعارضة اذا تطلب الامر.
ولانه من قادة اكبر احزاب المعارضة في البلاد، فان الشيخ المعتدل لم يذهب، ولو لمرة واحدة، الى ادعاء دور الابوة او اتباع سياسة الاقصاء والتهميش، مهما كان حجم الاحزاب الاخرى فانها تمثل بالنسبة اليه دعماً لموقف التيار الاسلامي عندما يقرر ان يقود الشارع في مواجهة ما يراه دعماً لمصالحه واجندته السياسية.
الشيوعيون والبعثيون والماركسيون جميعاً، ينظرون باحترام الى علاقتهم بالشيخ الذي اكد عبر كل وسائل الحوار ان لا حدود امام العمل السياسي، ما دام هناك اتفاق على الثوابت والمحددات.
بعد تخليه عن موقع الامين العام لحزب جبهة العمل الاسلامي لم يبتعد ابو عاصم عن المشهد السياسي، وظل حاضراً لاعتقاده ان دوره ما زال مطلوباً في مرحلة تشهد صراعاً غير مسبوق بين الحركة الاسلامية وبعض مؤسسات الحكومة حول هذه القضية او تلك.
لا يغيب الشيخ عن الفعاليات العامة، فتراه في مقرات الاحزاب السياسية وفي مجمع النقابات المهنية وعلى رأس التظاهرات والمسيرات وفي مقدمة جلسات الحوار كلما تطلب الامر.
في مسيرته الحزبية والسياسية تقلد الشيخ حمزة منصور العديد من المواقع، داخل الحزب وخارجه، واستطاع دائماً بناء علاقات طيبة مع الآخرين، الذين يشيدون باستمرار باعتدال ابي عاصم وطيبته.
يعرف جيداً العلاقة التي لا تنفصم بين العروبة والاسلام، ويتميز بمجاهرته بهذا الموقف، فهو يقدم نفسه عربياً مسلماً عندما يتعلق الامر بمواجهة التحديات الكبرى، رغم ان المغرمين بقراءة جداول المنابت والاصول يقولون انه ينتمي لما بات يعرف بعرب التركمان.
حمزة منصور المولود عام 1944 يحمل الماجستير في المناهج واصول التربية، وكانت اخر وظائفه الحكومية رئاسته لقسم التعليم العام في وزارة التربية، فيما شغل مناصب عديدة في الحزب منها رئاسته لمجلس الشورى، وكان عضوا في البرلمان الحادي عشر، وقد لمع نجمه بعد فوزه في انتخابات البرلمان الخامس عشر، رغم خسارة الحزب الذي يمثله، ليكون موقف ابي عاصم صعباً في غابة مليئة بالخصوم، وقد تزعم كتلة حزبه تحت القبة.