أبناء البطة السودة!

تم نشره الخميس 13 آب / أغسطس 2015 12:49 صباحاً
أبناء البطة السودة!
جمال الشواهين

المحاصصة الطائفية في لبنان منظمة وقائمة على أسس توافقية، وتكاد تكون في منتهى العدالة لجهة التوزيعات في المستويات كافة، على قاعدة لكل ذي حق حقه في ما يمكن أن تنتجه الدولة من انتاجات وتقدم اقتصادي، غير انه يبقى دائما بلد على فوهة بركان بإمكان اي صاعق ان يفجره وقد حصل الامر مرارا. وفي المحاصصة اللبنانية استناد للمواقع السياسية وادارة الدولة والمناصب وتوزيعها بما يلبي حضور كل طرف في المعادلة السياسية العامة، ومن الصعب التغول والاستحواذ على هذه الصعد غير أنه متاح في الحالات الامنية كون كل الاطراف لها ميليشات مسلحة، وهذه يختلف قوامها بين فريق وآخر بما يتيح فرض توجهات على الدولة كما يحدث الان بسبب قوة حزب الله واستناد تسلحه للمقاومة وجديدا الاوضاع في سورية واعتبارها شأنا محليا بحكم التداخلات.

في سورية قبل أزمتها استحواذ واستقواء مثّله فئة الحكم بستار لم يستطع اخفاء الجانب الطائفي العلوي، وكان جليا فيها ان مراكز القوى والمناصب الاستراتيجية مجيرة للطائفة ولم تفلح محاولات التزويق في النهاية من اخفاء السيطرة في الجيش والحكومة والاجهزة الامنية، وقد انتهت رموز التزويق والديكور لأكثر من مصير وليس آخرها فاروق الشرع وقبله محمود الزعبي، والامر قاد دائما الى توزيعات منافعية ومكاسب للتوزيع وحصص حيث تلبي بقاء حساب على حساب الشعب العام.

في العراق قبل الغزو كان الاستحواذ والاستقواء وإلغاء الشعب حقا لحزب البعث وقيادته القطرية، وكان التوزيع فيه لكل الاشياء على هذا الاساس من التركيب للسلطة، وبعد الغزو انقلب الحال الى اسوأ، ومشاهد اليوم الاستحواذ للمقدرات على الاسس الطائفية، ولن تفلح محولات الاصلاح الاخيرة برأب الصدع ابدا طالما تقوم الدولة بعيدا عن الوحدة الوطنية.

وبالإمكان تناول عشرات الحالات العربية والعالمية التي نالت من الشعوب والمقدرات جراء سياسات التمييز والتفضيل للسلطات الحاكمة التي استهدفت خدمة وحماية نفسها دون حساب لأي مكون كبر ام صغر، والنتائج ماثلة بالبثور على من حكم ومن كان محكوما.

ولا يختلف الحال كثيرا ان جرى الحديث عن مقاعد العشائر ومكارم الجيش والمعلمين والمخيمات والاقل حظا والمسخمين والدراويش والذين يستحوذون مقاعد الطب والهندسة وينالون البعثات رغم هزالة التحصيل بالمقارنة مع من يحرمون، والامر فعلا سياسة دولة، غير انه يغيب عنها ان الفئات المستهدفة هم أردنيون كلهم.. تقريبا.

(السبيل 2015-08-13)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات