أزمة سير فوق طاقة الجميع

من يتجول في شوارع عمان يشعر أنها ليست المدينة التي عرفها قبل شهور، فأزمة السير خانقة والشوارع مزدحمة بالسيارات وفي مختلف الاوقات.
طبعا رجال السير يقومون بواجبهم على أكمل وجه، وخطتهم هي في حدود الطاقة القصوى لكن ثمة شروطا وظروفا موضوعية هي التي يجب أن تأخذ بالحسبان.
أولا عمان رغم تطورها العمراني الكبير تم التجاوز عليها من ناحية التنظيم الحضري، فتراخيص الابنية والمولات والمطاعم وحتى المرافق الحكومية لم تراع الشارع والمركبة ومرورها.
من ناحية اخرى هناك نمو كبير في حجم السيارات لم يواكبه نمو متساو في باقي اركان عملية السير من طرق وتطور حضري وغيرها.
أما الطرق في الاردن فعملية انشاء الجديد متوقف منذ عام 2008، وهذا لا يتناسب مع حجم الزيادة السنوية للسيارات التي تصل في اقل التقديرات الى 70 ألف مركبة.
شبكة قطاع النقل العام بدورها متخلفة ولا تلبي حاجة الناس ولا تنسجم مع رحيلهم الصباحي والمسائي الى اعمالهم وهذا يبرر انكباب الاردنيين على مزيد من اقتناء السيارات.
المعادلة معقدة يضاف لها ثقافة التباهي بامتلاك السيارة وكذلك ازمة اخلاق ادارة المركبة في الشارع، فكل العوامل تميل للسلبية وهنا –من الطبيعي– ان تزدحم الشوارع.
الحلول بعد تفاقم كل ما كان تبدو صعبة، لكنها ممكنة اذا ما تقرر وضع خطة وطنية شاملة متكاملة تراعي كل العوامل وتضعها في وزنها المنطقي.
(السبيل 2015-08-17)