الحوار بِنِصف لسان !!

تم نشره الثلاثاء 18 آب / أغسطس 2015 01:40 صباحاً
الحوار بِنِصف لسان !!
خيري منصور

ليس هناك حوار من طرف واحد، فهو كالمصافحة او القُبلة او رقصة التانغو لا بد من وجود شخصين يعترف كل منهما للآخر بوجوده وبحقه في ان يكون شريكا . والحوارات التي نشهدها ونمارسها على مدار الساعة في عالمنا العربي قد يكون ادق وصف لها انها بنصف لسان، لأن النصف الاخر باطنّي وسريّ وهذا احد اسباب حالات الانفصام والشيزوفرينيا التي تحولت من اصابات فردية الى وَباء اجتماعي . الحوار بنصف لسان نتاج ثقافة عوراء، وغير جدلية لأنها احادية البُعد، مما اتاح تفاقم ظواهر سلبية كالاقصاء والنّبذ وسهولة التخوين او التجريم . وككل منجز حضاري ومدني فإن الحوار يتطلب مرانا وتأهيلا يبدأ من تدجين النرجسية والغرائز بهدف ما يسمى في علم النفس التصعيد وعكس ذلك بالضرورة هو التّسفيل ! ومن مواصفات الحوار بنصف لسان العجز عن الاصغاء، لأن المتحاور المصاب نفسيا بشلل نصفي منهمك في صياغة ما يقول بمعزل عن كل ما سمع ! لهذا فان وصف هذا النمط من الحوار بأنه يدور بين طرشان ليس دقيقا لأن الطرشان يقرأون بعضهم من خلال العيون والايماءات ولغة الجسد . والوصف الأدق هو صراع الديكة التي تفقد ريشها وتنزف دمها تحت سطوة المراهنة وانتظار حوار صحي ومعافى من الديكة المتصارعة هو كانتظارها ان تبيض، او كمن يربي الذباب ويعلفه بالسكر كي يفرز العسل! ارجح ان قضايا ذات صلة عضوية بالحضارة والثقافة والتمدن لا تقبل حرق المراحل، ولها نصاب زمني وتطوري لا بد ان تستكمل عناصره لأن تطور المجتمعات وتدجين نزعة العدوان فيها وأنسَنَتَها يرتبط بتطور أنماط انتاج ونظم حكم وعقود اجتماعية واستحقاقات ولأن لغتنا امتازت بعبقرية مشهود لها فقد جعلت الفارق بين الحوار والخوار نقطة واحدة على حرف الحاء، والخوار لمن لا يعرفه صوت الثور الهائج . لهذا لن نبلغ رشدنا في الحوار الا اذا حررنا النصف الاخر من اللسان من اللعاب !

(الدستور 2015-08-18)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات