هل أخفق نبيل الشريف بـ " الغراد" كما أخفق سمير مطاوع بـ " الموساد ؟
المدينة نيوز - مرة اخرى عايشت الأوساط السياسية والإعلامية أمس اخفاقا جديدا على مستوى وزراء الاعلام والناطقين الرسميين له بالتأكيد دلالات محرجة فيما يتعلق بالوزراء الذين تناط بهم مهمة النطق الرسمي دون تزويدهم بالمعلومات.
فامس فوجئ الجميع بعمان بإخفاق جديد من هذا الطراز حيث اطلق وزير الدولة لشؤون الاتصال الناطق الرسمي الدكتور نبيل الشريف تصريحا لم يكن مدروسا ودقيقا حول حادثة صواريخ الكاتيوشا صباح الخميس في مدينة العقبة جنوبي البلاد قبل ان يتبين ان الوزير لم يكن دقيقا بل لم تكن المعلومات متوفرة له في السياق.
والشريف باختصار قال في فترة الصباح ان حادثة العقبة تتعلق بانفجار محدود وصغير له علاقة بمخزن معدات للتبريد لكن بعد ساعات قليلة فاجأت وكالة الانباء الفرنسية الجميع بخبر يتحدث عن صواريخ كاتيوشا أطلقت من مكان مجهول وانفجرت في العقبة.
ولا يخفي مسؤولون أردنيون هنا ان عبارة 'مكان مجهول ' قد تشمل إسرائيل أيضا في إطار السعي لتوتير المنطقة والضغط على عمان، فخلافا للتوقعات كانت مدينة العقبة هي الهدف بصواريخ الكاتيوشا حسب تقديرات لم تخضع بعد للتقييم.
وبسرعة شديدة ومتوقعة بدأت بعض المواقع الصحافية تتهم الوزير الشريف بالتضليل وبعدم الدقة لكن هذه الواقعة التي تتكرر مع وزراء الاعلام دفعت الجميع لاستذكار اخفاق نادر يتم استدعاؤه في معظم النقاشات قبل اكثر من عشر سنوات لوزير آخر في الحكومة تعلق بمحاولة اغتيال الزعيم السياسي لحركة حماس خالد مشعل.
آنذاك وفي تصريح شهير جدا قال وزير الاعلام وقتها سمير مطاوع ان ما حصل مع خالد مشعل في شارع الجاردنز وسط العاصمة عمان هو مجرد عراك او (طوشة) بين احد المارة ومرافقي مشعل.
وخلال ساعات فقط تبين للعالم ان الطرف الآخر في هذا العراك هو الموساد الاسرائيلي وان المسألة تتعلق بأول محاولة اسرائيلية وقحة لتنفيذ اغتيال على الساحة الاردنية وتتعلق بحادث من الطراز الكبير كاد ان يودي باتفاقية وادي عربة.
واليوم يمكن استحضار هذا المشهد بعد تصريح الشريف المتعلق بحادثة العقبة حيث سبق لوزيرة الاعلام السابقة اسمى خضر ان تورطت في هفوات مماثلة سببها حجم او ضآلة المعلومات مما يوحي بأن طريق وزراء الاعلام والمكلفين بالنطق الرسمي صعبة ومعقدة وهو واحد من اهم التحديات التي تواجه الاعلام الرسمي الاردني.
ولا احد حتى الآن يعرف آلية ولادة مثل هذه الاخفاقات فغالبا ما يضطر وزير الاعلام الفاعل لتبني رواية سريعة يغيرها لاحقا ولكن عبر وكالات الانباء . ( القدس العربي ) .