كرامات الشهداء .. قصة شهيد مبتسم !
المدينة نيوز - هم مؤمنون اصطفاهم الله تعالى لأنهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه ففازوا و ربحت تجارتهم... فالفرحة والاستبشار برؤية مقعده من الجنة تلزم شفتي الشهيد بهذه الابتسامة التي نراها علي وجوهه ..
فيموت الناس والشهيد لا يموت .. يبكي الناس، والشهيد مبتسم في وجه الردى يضم الموت بصدر فيه لوعة الإيمان تحترق شوقا للقاء الحور الحسان كأنهن الياقوت والمرجان{ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) } .
فالفرحة والاستبشار برؤية مقعده من الجنة تلزم شفتي الشهداء بهذه الابتسامة التي نراها "في الصورة " على وجوههم ومنهم الشهيد القسامي محمد حسن عبد الرحمن من مخيم جباليا شمال قطاع غزة .
فكرامات الشهداء تجلت في جسد شهيدنا بعد أن قتل في سبيل الله ،فتجد الوجه البشوش ناصع البياض الابتسامة الذي تشقه رغم أن الشهيد أصيب بصاروخ من طائرة استطلاع صهيونية مزقت جسده الطاهر .
ففي يوم السبت الموافق 19/4/2008م كان مخيم جباليا في شمال غزة على موعد مع الشهادة والشهداء، وعبقت رائحة الشهادة الهواء بشذاها وعطرها ومع الابتسامة التي رسمت على شفتاه .
وفي ذلك اليوم كان ثلة من مجاهدي القسام من بينهم شهيدنا محمد –رحمه الله- على موعد مع الشهادة التي طويلا ما انتظروها وتمنوها، وكثيرا ما خاضوا الصعاب والحروب من أجل الظفر بها.
كيف رحل شهيدنا
حيث توجه المجاهدون في ذلك اليوم كعادتهم إلى نقطة رباط متقدم جدا، وبعد أن وصلوا النقطة المنشودة والمكان المعروف، جهزوا أنفسهم ونصبوا عدتهم وعتادهم، وجلسوا يرقبون في حذر شديد حركات العدو الصهيوني وهم يمنون أنفسهم في المواجهة والشهادة في سبيل الله.
وبعد لحظات من وصولهم إلى المكان ورباطهم فيه، حلقت فوق المكان طائرات الاستطلاع الصهيونية التي قامت بما تمتلكه من أجهزة متطورة برصد حركاتهم وكشف أماكن تواجدهم، وعلى الفور قامت بإطلاق صاروخها الأول على شهيدنا المجاهد محمد الذي استشهد على الفور، تلا ذلك قصف مكثف للمكان من قبل الطائرات والدبابات أيضا الأمر الذي أدي لاستشهاد بقية أفراد المجموعة القسامية الثلاثة والذين هم (هشام ظاهر، وزاهر شامية، ورياض الطناني)، وسالت دماء الأبطال تسقي المكان، وطارت الأرواح إلى الجنان مجتمعة، كما اجتمعت في الدنيا ليكون اللقاء هناك في الجنة بإذن الله تعالي.
وبعد ان فاضت روح الشهيد عبد الرحمن رسمت على وجهه تلك الابتسامة العريضة ، والنور الذي يشع من وجهه ، وما رأى احد هذا الشهيد الا ذكر الله وتمنى ان يكون هو مكانه .
فنال محمد –رحمه الله- ما تمنى وسعى، نال الشهادة في سبيل الله، بعد أن طلبها صادقا من ربه فأعطاه إياها، وليكون محمد ممن وقع فيهم قول الله –عز وجل-: " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا "...نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.( موقع كتائب القسام ) .