سوري مصري عراقي.. قبلا فلسطيني

قوات الأسد تقاتل من أجل سورية وشعبها، وتنظيم داعش يقاتل أيضا في سورية من أجل تحريرها وهداية شعبها وشق طريقهم الى الجنة او جهنم بلا اكتراث، أما جيش النصرة فانه يقول بأنه يقاتل لتخليص الشعب السوري من الاستعباد وحكم العلويين، ومثله جيش أحرار الشام والفتح وكل الذين يقاتلون مثلهم في سورية. وكل هذه الفصائل والقوات في واقعها تقتل السوريين وتهجرهم وتدمر وطنهم بلا رحمة، وقد استوى الحال واستقر على تقاسم الشعب الواحد بينهم ليواجه نفسه كأخوة أعداء، وها هم السوريون قتلى وجرحى ولاجئون في بقاع الارض، وفوق ذلك ملاحقون كلما عبروا من حدود الى اخرى.
وبفضل هذه الفرق والأحزاب تحول السوري في أماكن لجوئه الى صفة للتفريق والتمييز، ومعلوم ان المصري كابن جالية في بلاد العرب أوطاني سبقه بالأمر، وان هو مغترب يعمل وينتج، وباتت الصفة بمعنى الاقل قيمة، وقد تعامى بنو قحطان وعدنان عن كون مصر ام الدنيا ودار الاوبرا فيها منذ القرن التاسع عشر، ومن هي قبل ذلك كحضارة أغرقت الدنيا كما بساتين هشام في ارض الشام التي فيها مسرح القباني منذ القرن التاسع عشر ايضا، وتناسوا عيش الصحراء ورعي الابل وكل ما هو قبل عصر زيت الكاز، واكثره تخلف وبدائية حد استخدام الحجارة كمناديل ورق ناعمة، والامر نفسه نال من العراقيين ايضا.
الفلسطينيون هاجروا من وطنهم هربا من اليهود وظنوا بالعودة القريبة كوعد من الزعماء، غير ان اهل البوسنة والهرسك لم يهاجروا خوفا من الصرب، وتحملوا عذابات التنكيل والقتل وهاهم في مكانهم. ولم يسمع عن مهاجرين ليبيين الى دول الجوار، واليمنيون لم يهربوا الى دول الخليج، والكويتيون فروا ذات عهد الى السعودية وعادوا، وحدهم السوريون اليوم يهربون خوفا من السوريين وليس هناك من يدري الى متى سيستمر الحال؟!
(السبيل 2015-08-30)