سوريون عبر المتوسط

يقال إن مليون سوري يفكرون بركوب قوارب عبر المتوسط والرحيل الى اوروبا باحثين عن مأمن من براميل الأسد وقسوة المتشددين وضيق الأمل.

نعم مليون يفكرون بالمجهول رغم كل الحديث عن تسويات سياسية محتملة قد تضع الازمة السورية في مراحلها الاخيرة.

سيركبون البحر من سوريا ولبنان ومصر وتركيا وليبيا هم وأطفالهم ليبحثوا عن الموت والفرصة، بعد ان ماتت سوريا في آمالهم وتنكر لهم القاصي والداني.

دول الجوار أغلقت في وجوههم ولعلها قد تعبت ايضا، اما المفوضية الاممية الخاصة باللاجئين فها هي تتنصل من مسؤولياتها لتقول لهم عليكم بالبحر والموت.

أوروبا مرعوبة من تدفق اللاجئين السوريين؛ فرقم المليون يجعل رؤوسهم تصاب بالصداع، ويقال هناك خلايا ازمة فالقصة السورية وصلت آثارها اليهم.

أحد الزملاء وصف الهجرة السورية الى الغرب بانها أكبر ادانة تاريخية للمشرق، وهنا اتفق معه باننا في بلادنا ارتكبنا الاخطاء بحيث لفظتنا الارض بعيدا.

المؤلم ان صورا تأتينا عن حوادث لهؤلاء اللاجئين تندى لها الجبين؛ فقد التهمهم البحر وقذف جثثهم على الشاطئ، ليقول لثورة السوريين انها فشلت.

النظام الاسدي القاتل يتحمل كل النتائج عما جرى لهؤلاء، فلا زال بشار يتشدق انه حاميهم لكنهم في الواقع هربوا للثورة بسبب الظلم والاستبداد، وهاهم يهربون للموت هربا من براميله القاتلة.

هؤلاء في رقبة الكثيرين دولا وجماعات يتحمل مسؤوليتهم كل من جعل سوريا ساحة لتصفية الحسابات، وجعل الشعب السوري بارودا لأطماعه، ولا زالت للاسف القصة تسير نحو المزيد.

(السبيل2015-08-30)