الأول عربيا
الأردن الاول عربيا في مجال حقوق الانسان ضمن تصنيف دولي طال 142 دولة، وعلينا ان نحتفل ونفاخر، لكن ماذا عن كوننا في المرتبة 78 في سلم الترتيب للدول في جدول التصنيف نفسه.
المقارنة مع الأسوأ تعطي نتائج من نوع محدد في حين ان المقارنة مع الاحسن تعطي نتائج سلبية، ولهذا الحال تجري المقارنات دائما في معظم المجالات مع الحالات الاسوأ فتظهر النتائج ايجابية ليقال بعدها نحن احسن من غيرنا.
ومعلوم ان الاردن الاول عربيا وربما في المنطقة ايضا في مجال السياحة العلاجية، لكن لا يوجد به صروح تضاهي مستشفى مايو كلينك الامريكي وان كان فيه اطباء كبار بمستوى الذين في اشهر المشافي. والعاصمة عمان تعد من العواصم النظيفة بالمقارنة، وغير ذلك في مقارنات اخرى، والشعب الاردني يعد من اكرم الشعوب واطيبها لكنه يضيع الفرص ليكون في اول سلم الترتيب بسبب اسلوبه في قيادة السيارات والتزمير واطلاق الاعيرة النارية.
والبلد من أفقر دول العالم بشح المياه وقلة الموارد الطبيعية لكنه يتغلب على المصاعب ويوفر الامور رغم ما يقال عن حجم الفساد العام، ولو انه من الدول الاقل فسادا بالعالم لكانت حياة الناس افضل دون ريب. والاردن من الدول المتقدمة في عدد الخريجين الجامعيين غير ان البطالة بينهم مرتفعة، ولو انه خال من الواسطات والمحسوبيات لكان وضعهم افضل.
بالامكان استدراج امور شتى لتكون محل مقارنة، وبالامكان التحكم بالنتائج ايضا، فالأكيد اننا افضل حالا في كل شيء بالمقارنة مع الصومال وموريتانيا ودول عديدة مثلها او اقل منها على مستوى العالم، والاكيد ايضا اننا اسوأ حالا بالمقارنة مع الدول الاسكندنافية التي هي ليست دولا عظمى. ويقال بالمناسبات ان الاردن مختلف وله خصوصية، والحقيقة ان كل دول العالم وشعوبها لها خصوصيات ايضا، والفرق يكمن فقط بمقادير العدالة الاجتماعية والسياسية ليحل التقدم والتميز والانتقال الى مربع المقارنة ليس مع الدول العربية فقط.
(السبيل 2015-09-02)