لماذا لاتردون على قصة النصف مليار؟!

تم نشره الأربعاء 02nd أيلول / سبتمبر 2015 12:47 صباحاً
لماذا لاتردون على قصة النصف مليار؟!
ماهر ابو طير

خفضت الحكومة اسعار المشتقات النفطية بنسب معينة، يراها خبراء اقل مما يجب ان تكون، حتى مع الضرائب المفروضة على النفط. في المقابل يتم تداول معلومات لايعرف احد صحتها، حول وفر من بيع النفط يصل الى نصف مليار دينار، والاتهامات تتنزل يمينا ويسارا، حول مآلات هذه الاموال، وطرق استعمالها، فوسائل الاتصال الاجتماعي، تنهمر بالاف القصص الشبيهة. نريد من الحكومة ان تخرج على الرأي العام في الاردن، عبر مؤتمر صحفي، وتقدم لنا صورا عن عقود شراء النفط، وتشرح آلية احتساب السعر، واليات التسعير، جميعها، بشكل علني امام الرأي العام، لان الاتهامات كثيرة، وسيئة، والكل يجزم ان هناك مبالغة في سعر المشتقات النفطية، الذي يتم بيعه للناس، وقصة النصف مليار يصدقها كثيرون. الكل خبراء وغير خبراء، يتحدث عن سعر مبالغ فيه، فاين تذهب الاموال، هل تبقى في الخزينة، ام يتم انفاقها، ام ان الاشاعات تسمم الجو وحسب، وكيف يمكن ان يقبل الناس ان يتم التوفير من اموالهم لاي غاية- على افتراض صحة حدوث هذا- دون ابلاغهم واستشارتهم، لكون الحكومات حين ربطت السعر المحلي بالسعر العالمي، واضافت الضرائب، تعهدت بعدم توفير او تكديس اي اموال اضافية، وان تتصرف بشفافية. كيف يمكن للحكومة، اي حكومة، ان تسكت على هكذا اتهامات خطيرة جدا، فالحكومة مطالبة اليوم، ان تضع حدا لهكذا كلام، عبر اشهار عقودها بشفافية، واشهار اليات الشراء والتسعير والضريبة، لتقول للناس ان السعر عادل، وان لااموال يتم تجميعها في الخزينة، او خارج الخزينة، خلال السنين الفائتة. اعجب بحق من حكومة يتم اتهامها جهارا نهارا، في قصة عائدات النفط فتسكت، وهذا امر لايمكن ان نقبل ان تسكت عليه الحكومة، ليس تصديقا للاشاعات، او رغبة بتسميم الجو، بل ليعرف الناس الحقيقة، هل هناك ملايين يتم تجميعها حقا، واين تذهب، وماهو مقدارها، ولماذا لم تتم المكاشفة بخصوصها، فأن لم تصح هذه المعلومات، فاسمعونا كلاما مقنعا يثبت العكس، ويرد على مرددي الاشاعات، او انصاف المعلومات؟!. سننتظر، ردا حكوميا، على الاف متداولي «حسبة غريبة» تقول ان اكثر من نصف مليار دينار اردني، تذهب بعيدا عن الموازنة، في سعر المشتقات النفطية، سنويا، والاصل هنا، ان تستفز الحكومة كل اجهزتها، لتثبت ان هذا الكلام غير صادق، لا ان تواصل التفرج ولا كأن الامر يعنيها. نعكر مزاجات الحكومة بهكذا قصص، وعليها ان تحتملنا في هذه الصباحات.

(الدستور 2015-09-02)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات