أرقام الرئيس

في كلمته أمام «منتدى التواصل الاقتصادي الخليجي الاردني» فاجأنا الدكتور عبدالله النسور بإحصاءات تتحدث عن السكان في الاردن.
الارقام حين يتحدث بها الرجل الاول في الحكومة سأفترض انها دقيقة وصادرة عن جهات علمية حكومية مختصة كدائرة الاحصاءات العامة.
أميل الى رواية الدقة في الارقام، وأستبعد «نحتها» من اجل توظيف جذب المساعدات وتسويف حاجاتنا، فالقصة اعمق واقرب الى الحقيقة.
هناك –حسب الرئيس– مليون واربعمائة ألف لاجئ سوري، وهو رقم لم أستغربه ولكنه مدعاة للانتباه ولاعادة النظر في استراتيجية التعامل مع الازمة السورية.
ما أبهرني هو عدد العراقيين في البلد، فالنصف مليون الذين تحدث عنهم الدكتور النسور من أين جاءوا؟ ولماذا؟ وما هو وصفهم؟
اسئلة مهمة لا بد من الاجابة عنها، والاهم ان نعلم هل هذا اللجوء الناعم مستمر وما مدى زخمه، ومستويات تدفقه على مدننا وقرانا لا سيما ان الجرح العراقي لا يزال يتفاقم.
المزعج ان حروب الحسم في سوريا والعراق لم تبدأ بعد، وهنا أضع اليد على قلبي وأقول لا بد من خطة ولا بد من تنبه عميق يراعي مخاطر تفاقم الارقام.
اليمنيون والليبيون أعدادهم تقارب الثمانين ألفا ولا أظن ان ثمة خطرا بهذا، فحدود الدولتين بعيدة عنا ومع ذلك علينا ان نتوقف عن تشجيع لجوئهم وعدم الانصياع الاعمى للضغوط.
الرئيس ذكر وجود مليوني فلسطيني ممن لا يحملون الرقم الوطني وهو رقم يفوق ما نعرفه، ولعل الحكومة مطالبة بتوضيح يتعلق بالترانسفير الناعم وما مدى فاعليته.
اسئلة كثيرة على ارقام الرئيس أصابتني بالقلق لا سيما حين نسمع البعض يتحدث عن الاندماج الاجتماعي، وأقولها بوضوح.. الهوية مسألة لا نقاش فيها، فمرحبا بهم وحذار من دعوات الاندماج.
(السبيل 2015-09-06)