غسيل الطحالب

المخضرم عبد الهادي المجالي انتقد مشروع قانون الانتخابات وعلل أن الاسباب التي أوجبت قانون الصوت الواحد ما زالت قائمة، ثم أردف بالقول إن أي جهة لن تنال أكثر من 25% من حصة القوائم، وربما الكلام صحيح لجهة الاسباب، وليس كذلك لما أردفه لأن القانون كمسودة يعد واعدا، وليس هذا هو المهم وانما الاسباب التي أساسها اقصاء الحركة الاسلامية ويراها المجالي قائمة رغم ما أثبتته المتغيرات في اشكال ووسائل الحراك التي كشفت عن رشد مبالغ فيه تمارسه الحركة حد التماشي مع السياسات الحكومية او الصمت عنها تقديرا للاوضاع الاقليمية بشكل عام، واكثر من ذلك اداء بعقل اكبر من الحكومة التي تتعمد الحركشة وتتجاهل الحركة ذلك ولا تمارسه ايضا.

يستطيع الاردن كسر حواجز كثيرة دون ازعاج اي من القوى الدولية العسكرية والاقتصادية بحيث يستمر في الحصول على المساعدات، ومن هذه اعادة التفاهم مع الحركة الاسلامية التي هي في المحصلة اكبر جسم سياسي منظم بمؤسسية، وبحجة هذا الواقع يكون محقا باعادة فتح ملف العلاقة معها طالما عكس ذلك ينذر بما لا يمكن توقعه اذا ما طالت القطيعة واستمر التلويح بعصا كالتي نالت من زكي بني ارشيد. ولقد بات جليا ان مرحلة جديدة تطل برأسها وستدخل سريعا من باب الدولة وهي تستهدف الدولة بكل الاحوال، وعليه يكون الافضل تأمين اكبر قدر من التلاحم الوطني الذي هو بدون الاخوان المسلمين يبقى ناقصا، الا ان كان هناك من يفكر بتحويل همام سعيد لحكم بالمؤبد او الاعدام على الطريقة المصرية.

وعلى سيرة مصر، ينبغي العلم او الاطلاع بأن ما يدور بها لا يقل خطورة عما يحدث في سورية ودول الازمة الخانقة، وحالها كفوهة بركان انفجاره في اي وقت لن يكون عجيبا ولن تمنعه كل قوات اجهزة الامن المركزي.

وعودة لاسباب او موجبات قانون الصوت الواحد، فانه لا ينبغي لاي سبب ان يستمر طوال ربع قرن اي كانت الحجة ووجاهة الامر، فلا يعقل ان تنام الدولة على سبب كل هذه المدة دون علاجة الا ان تكون دولة فاشلة، ويبدو ان احدهم تنبه للامر واعطى وصفة علاج للحكومة انتشى عليها رئيس الوزراء لما غسلته عنه طوال فترة ما تحمل ما علق به.

(السبيل 2015-09-07)