لماذا لاتحارب داعش إسرائيل؟!

تم نشره الأربعاء 09 أيلول / سبتمبر 2015 01:21 صباحاً
لماذا لاتحارب داعش إسرائيل؟!
ماهر ابو طير

لدي سؤال صغير، يبدو منطقيا جداً، عن السر الذي يمنع داعش من محاربة اسرائيل، حتى اليوم، فالتنظيم متخصص بذبح المسلمين والمسيحيين فقط؟!. الرأي الذي يقول لك إن داعش تريد ان تتخلص من المنافقين العرب اولا، لتتفرغ للاحتلال الاسرائيلي، رأي ساذج جدا، اذ من الذي يحدد المنافق من غير المنافق، ومن الذي يحدد الاولويات ، ومن الصادق والكاذب؟!. في التحليلات العميقة ان داعش من جسمين، الاول وهو القيادة التي يعتقد اساسا انها تعمل لصالح جهات مشبوهة، وتنفذ برنامجا معينا ضمن أهداف محددة بشعار ديني، واتكاء على تأويلات محرفة للنص الاسلامي، ثم الجسم الثاني يتعلق بالذين ينضمون للتنظيم ظنا منهم انهم يخدمون الاسلام، او حتى يتطهرون من ذنوبهم الشخصية، وانحراف بعضهم السابق، بهكذا اجرام ودموية، ونعرف قصصا عن بعض هؤلاء عن انحرافهم السابق، يندى لها الجبين، وكأن بعضهم لايجد حلا لذنوبه، سوى غسلها بالدم، فيجعلنا نكره حياتنا مرتين، في انحلاله، وفي تدينه. معنى الكلام ان الجسم الثاني يتشكل ويكبر لغايات غير الغايات الباطنية لدى القيادة، التي تحرك هذا الجسم لغايات تشظية المنطقة وتدمير بنيتها الاجتماعية والدينية، وذبح المسلمين والمسيحيين، تحت عناوين مختلفة، ولا احد يجرؤ او يعرف من يحرك فعليا رأس التنظيم، ولحساب من يعمل؟!. هذا واقع، وعلينا ان نتنبه الى ان المكان الوحيد الذي ظهرت فيه داعش، في فلسطين المحتل كان فقط في غزة، وضد حركة حماس التي تشتبك احيانا مع الاحتلال، وكأن دورها الوظيفي فقط، حتى في فلسطين الدخول في معركة مع تنظيم آخر يعمل ضد الاحتلال فقط، لكننا لانرى داعش في القدس ولا الضفة الغربية ولا في فلسطين المحتلة عام ثمانية واربعين، ولم نسمع لمرة واحدة عن جندي اسرائيلي واحد تم قتله على يد داعش. هي ذات القصة التي رأيناها في اكثر من مكان، فهذه التنظيمات تذبح من المسلمين اكثر مما ذبحت احتلالات ودول اخرى، وهي تريد ان تنفذ مهمة وحيدة، تصوير المسلم باعتباره مجرما جاهلا انعزاليا يعيش في الكهوف، واتحدى ان تكون نسبة الاقبال على الاسلام كما هي سابقا، في الغرب، بعد ان ظهرت داعش، وقصصها في كل مكان، فلقد شوه التنظيم سمعة المسلمين والاسلام. بداية من هدم آثار تدمر التي تركها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاء هؤلاء ليهدموها باعتبارهم يفهمون الدين اكثر من الصحابة، مرورا بهدم الكنائس وتهجير المسيحيين، وقبلهم سيدنا عمر يحمي كنيسة المهد من سوء الفهم، فلا يصلي فيها، حتى لايصير للمسلمين حقا بها، ويصدر عهدته امنا للمسيحيين، وصولا الى التكفير لمن لايصلي او لمن ينتمي لمذهب آخر، تم تصنيع نسخة جديدة من الاسلام، نسخة ليس لها علاقة بالنسخة الاصلية، ولها دور وظيفي يتعلق بجعل المسلمين في العالم، بمثابة وباء يتوجب التخلص منه. تحارب داعش فقط بين المسلمين وضد المسلمين والمسيحيين، ولاتحارب ضد الاحتلال الاسرائيلي، ولن تحارب ابدا، لان الرأس المركزي للتنظيم، على مايبدو يقنع انصاره ان المعركة ليست مع اسرائيل، بل مع جوار اسرائيل الواجب هتكه وتدميره وتخريبه وتشريده، باعتبار ذلك مقدمة لتحرير فلسطين. والانكى من ذلك ان يخرج علينا معجبون بالتنظيم ليقولوا لنا بكل غباء ان هناك اولويات وأن هناك رؤية تقول ان اسرائيل موعدها مؤجل، وانه لابد من تنظيف دول الجوار وشعوب الجوار من الامراض والنفاق، ولاحقا سيأتي الدور على الاحتلال، ونجد مصفقين يعانون من مشاكل في الحياة، اجتماعيا او مهنيا او عاطفيا، ويبحثون عن سلطة تعوضهم هذا النقص الذي يواجهونه في الحياة. حسنا، استمروا في قتل اهل المنطقة، وتشوية سمعة الاسلام، الذي بات بعبعا في العالم، الى درجة نفور كل الامم منا، كنا سياحا او لاجئين عبر البحار، فالمسلم اليوم بسبب هؤلاء بات مشكوكا به في كل مكان!.

(الدستور 2015-09-09)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات